الاثنين، 15 فبراير 2010

اليمن السعيد

لا اعلم تماما لماذا وصف اليمن بالسعيد ؟؟ ومن الذى وصفه بهذا الوصف ؟؟ وهل هو سعيد سعادة طبيعيه ام ناتجة عن القات ؟؟ وهل سعادته دائمة بمعنى انه كان سعيد علشان حد زاره مثلا ؟؟ او علشان لقوا بير بترول؟؟
فاصبح سعيدا وبعد كده هيرجع تانى ولا ايه ؟؟مش عارف بس اللى عارفه ومتاكد منه ان فيه حاجة غلط !! ايوه .....فيه حاجات غلط.... ايه هيه ؟؟ ده اللى هاحاول اشرحه .......
لم ازر اليمن ولا مرة واحدة لان الطاقم ليس مسموحا له بالمبيت هناك ورحلاتنا نقوم بها ذهاب وعودة وكل ما عرفته عن اليمن قبل عملى بالطيران كان عن طريق عمى -رحمه الله- والذى حارب باليمن ورجع ومعه بالاضافة للكم الهائل من المرارة والذكريات السيئة كما اخر من الحكايات الغريبه والتى كنا ساعتها ونحن اطفال نحسبها على سبيل النخع او النتش المراد منه جذب انتباه اطفال لا يردون على حكاوى عمهم الا بضحكات مكتومة او بنظرات مختلسة الى امهم والتى ترد غالبا بنظرة حازمة معناها ....يجب التزام الادب...... وان كانت تفلت منها احيانا
ضحكة او تعليق من قبيل .....ايه ده هوه فى ناس كده ؟؟ او لأ.....لأ مش ممكن ...الحمد لله من شاف بلاوى الناس هانت عليه بلوته ....ولم اعرف وقتها ان عمى قد حجب عنا الجزء الاكبر من حكاياته خشية اتهامه بالجنون او كما كان ابى دائما يعلق هوه انت كده دايما تبالغ!!!
وبرغم حلفانه المتكرر وايماناته الغليظة الا انه كان دائما هناك حاجز عقلى يمنعنا من ان نصدق ما يقول او على الاقل يجعلنا نتخيله .....
ومرت اعوام وسنوات وعملت بهذه الوظيفة والتى اعطت لى الفرصة بالتعامل مع هذا الشعب عن قرب ومعرفة خصاله وعاداته .....وكانت اول رحلة لليمن
الركاب اشكالهم لا تختلف عن الفلاحين الغلابة والموجودين عندنا فى ريف الدلتا... لا يختلفون شيئا سوى تلك النحافة الظاهرة وهذا الصدغ المنتفخ ...,الذى حسبته فى البداية ورما بالفم او مرضا بالاسنان ولكنى وجدت غالبية الطائرة على هذه الحال فقلت مش ممكن دولة كاملة عندها ورم فى بقها ...ايه ده ؟؟ ده اكيد وباء او فيروس .....لم اعر هذه المسالة انتباها وظننت ان هناك مصادفة او ربما هى تخاريف المبتدئين
واقلعت الطائرة وبدانا العمل ....وبدا توزيع الطعام على الركاب وهنا بدات الحكاية تتضح تدريجيا .....اول راكب بدأت معه الحوار عيناه حمراء بشكل غير طبيعى فقلت يمكن علشان الرحلة باليل والراجل عايز ينام ...يعنى كده بقه وارم وعينه حمرا .....ايه الهم ده ؟؟ حسيت انى بتكلم مع واحد طالع من خناقه ومتشلفط ......ياعم وانا مالى الواحد يعمل شغله وخلاص ودع الخلق للخالق .....وبدأ الحوار .....حضرتك تاكل لحمة ولا فراخ ؟؟ واخذ ينظر الى بعينه الحمرا الميته ولا يجيب ........حضرتك تاكل لحمة ولا فراخ ......عيناه تنظر الى فى زهول ولا يجيب ......حسبته لا يسمعنى فرفعت صوتى تاكل لحمة ولا فراخ.....ينظر لى وكانه ينظر للفراغ ولا اجابة يا نهار اسود احسن يكون ميت وصالب طوله كده وكده واول ما هلمسه هيقع
هززته برفق قائلا يا عم الحج لحمة ولا فراخ فاصدر صوتا وكانه قادم من الماضى او كانه صادر عن قوقعة فى اسفل بحار الظلمات .....فرااااااااااااااااااااخ
وعلى الفور ادركت انه مسافر من زمان ولسه ما وصلش وانه تطبيق عملى لنظرية المؤامرة
ووضعت له على الفور لحمة فاخذ ياكل فيها وهو ينظر للفراغ ....ولم ارد ان اقطع عليه خلوته الكونية بسؤاله عما يشرب والا كانت الرحلة انتهت وانا مازلت عند الراكب الاول
ولاحظت ان زميلى لا يقوم بسؤال الركاب فيضع لهم ما يفضله هو حسب شكل الراكب وهو ما اوضحه لى فيما بعد بان هناك ركاب شكلها لحمة وهناك ركاب فراخ !!!!
وهذا ما اكتشفته بنفسى مع الراكب التانى حيث كان الحوار نسخة مكررة من حوار الراكب الاول الا انه تميز بان الراكب الثانى كان مبتسما ابتسامة عظيمة لم اعرف لها سببا الا عند وصولنا مطار صنعاء ووصول اهله لياخذوه على كرسى متحرك وعندما سالوه عن حاله قال لهم وابتسامته العظيمة تملا وجهه ......العمليه باظت .....خربانه
ولم اجد اى رد فعل سوى قولهم يلا حمد لله على السلامة ترجع تانى الاسبوع القادم ان شاء الله
واليمنيين يثقون فى الطبيب المصرى ثقة عمياء مثلما نثق نحن تماما فى الطب الانجليزى
وقال لى احدهم ....انتم يا مصريين اهل الطب والعلاج واطباؤكم شهد لهم العالم بالنبوغ والتفوق
مثل الدكتور زويل والدكتور اسامة الباز !!! ولم يكن يجدى مع هذا الرجل اية مناقشة لانه كان متحيزا لمصر اكتر من ابويا ....فاخذت اؤمن على كلامه واقول والدكتور القرضاوى والدكتورة رتيبه الحفنى وهو يردد الله ...الله ....عظيمة يا مصر
واكتشفت بعد توالى الرحلات ان انتفاخ الفم ما هو الا تخزين للقات ولا اعلم لماذا سموا هذه العملية بالتخزين هل لانه هيغلى او هيشح فى السوق ....لا اعلم وربما عدم فهمى لهذه العملية راجع لانى من بلاد نخزن فيها التوم او البصل وليس القات
لم اخزن القات من قبل ولا اعلم طعمه وان كانوا يقولون عنه انه مر المزاق ولا ادرى ما هى الحاجة الملحة التى تجعل الانسان يزوق المر .....الا انه الكيف الذى يزل البنى ادم ويجعله عبدا لرغباته وشهواته وتجعل بلدا كاملا فى غيبوبه كاملة ......الا من رحم ربى
اما اخر حكاياتى مع اليمن فقد كانت الاسبوع الماضى على الرحلة المتجهة لصنعاء وقد كانت الرحلة ممتلاة تقريبا ونصف الركاب من المرضى الذين يتلقون علاجهم بالقاهرة
وكان احدهم يجلس بجوار ابنه الشاب والذى كان يعانى من كسر بالساق يمنعه من الحركة وفى منتصف الرحلة تقريبا سالنى الرجل ان احضر له كيسا بلاستيك وعندما احضرته له سالنى ....
انت متاكد انه مش مخروم ؟؟؟
لأ مش مخروم ....ليه ...انت ناوى تنفخه
ابدا .....ناوى اعمل شغلة
المهم اعطيت له ظهرى وواصلت توزيع الاكل على الركاب وبين الحين والحين اسمع صوت الرجل وهو يقول لابنه ....سدد .....سدد كويس
فاقول ربما بيلعبوا بلايستيشن
يابنى سدد كويس الله يخرب بيتك غرقتنى
فابتدا الفار يلعب فى عبى ....هوه بيسدد ايه بالضبط ؟؟
نظرت للخلف فوجدت الفتى رافعا جلبابه والاب واضعا الكيس حول عورته ويقول له سدد...سدد
وصلت فى اللحظة التى انتهى فيها الولد من التسديد ورايت الرجل رافعا الكيس كانه كاس افريقيا وينظر الى ابنه بامتنان وكانه ابو تريكة وناقص يقوله الله عليك تسلم رجليك
مشيها رجليك.... ونظر الى رافعا الكيس قائلا ....خلاص الحمد لله الولد خلص مش عايزين الكيس
يا سلام .....والمفروض بقه اخد الكيس وابوسه زى احمد حسن ما باس كاس افريقيا ....يا حلاوة
-ايه ده ؟؟ ايه القرف ده ؟؟ انت عملت كده هنا ازاى ؟؟
-ايه يا اخى ما فيش تعاون ؟؟
-تعاون ايه ؟؟ وموبيل ايه ؟؟ والناس اللى حواليك ازاى سكتت ؟؟ وعندما نظرت حولى وجدت الجميع ينظرون فى الفراغ وعلى وجوههم ابتسامة خارقة
جاء رئيس الطاقم والامن يلوموا الرجل على فعلته ولماذا لم يقل برغبة ابنه فى الذهاب للحمام
وكان باستطاعتنا ان ندبر له الطريقة لنقل ابنه من والى الحمام
الا اننا فوجئنا بنفس الصوت القادم من الماضى يقول
اسف ... انا اسف .......كان لازم اطلب زجاجة !!!!!
محمد شلتوت

هناك 5 تعليقات:

  1. gamdaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaah mooooooooooooooooooooooooot

    ردحذف
  2. very nice ya mohammed , keep the good work

    ردحذف
  3. ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف