الخميس، 21 يوليو 2016

قصص ...... (3)

كلاكيت ثالث مرة ..... تجربة ارجو ان تعجبكم

الاولى ......
اخطأ مقدم البرامج المشهور خطئا فادحا على الهواء ....مصيبة لا تغتفر .... سخر من الطريقة التى يتكلم بها الزعيم ..... لسانه الحاد هذا ذو التعليقات اللاذعة التى لا تنسى سيودى به حتما فى النهاية للتهلكة ...... لكنها القافية التى حكمت فلم يجد بد من القاء الافيه كورقة اخيرة ينهى بها حلقة برنامجه الشهير وكأنه فى لعبة رهان فقش بورقته هذه باقى الاوراق ..
بالفعل ماهى الا ساعات حتى اصبح الافيه خلالها وكأنه جزء من ثقافة البلد وبات كلام الزعيم اضحوكة بين الناس .....
كان يعلم ان الانتقام سيكون سريعا والعقاب شديد .... اعتقد ان قرارا سيصدر بايقاف البرنامج لكنه استمر ..... توقع ان يصاب فى حادثة او يدرج اسمه فى قضية راى عام يتم جرجرته فيها الى المحاكم ..... لكن كل هذا لم يحدث ...... !!!!
شيئا غريبا بدء يلاحظه .... لاحظ ابتعاد الاصدقاء عنه .... ومعاملة الناس التى تغيرت ..... الى ان جاء يوم اتت اخته لزيارته وهى فى غاية الغضب تتهمه بانه لطخ سمعة العائلة فى الوحل ..... وعندما تسائل مندهشا عن سبب ما تقول !!! ردت وهى تنظر له باحتقار .....للاسف انا اخر واحدة فى البلد عرفت انك شاذ !!!!!!
__________________________________________
الثانية ......
مصر مش اى حد يحكمها .... حسنى مبارك مش نبى بس احسن واحد يحكم البلد دى .... كان محتدا فى نقاشه وكأن مبارك والده ..... يوم الاستقالة بكى بحرقة كانه يبكى عزيزا لديه !!!....بعدها وجدته فى اجتماع حاشد يصرخ فى الحاضرين بان مصر اسلامية قلبا وقالبا وان الحكم الاسلامى الرشيد هو الذى سيصلح احوال البلاد والعباد ..... وعندما مالت الكفة كان اكبر اللاعنين الشامتين ..... فى الانتخابات الاخيرة وجدت صورته تملأ اركان المدينة واسمه اصبح ضمن مجلس النواب ...... فعلمت بان هناك شئ ما خطأ !!!!
-----------------------------------------------------------
الثالثة .......
اقتربت منه وهو فى فراش المرض .... وضعت راسه الهزيل بين يديها فى حنان ودنت منه لتمسح من على جبينه حبات عرق ساخنة ولتنصت لأنفاس منهكة قد تكون الاخيرة .... ففوجئت به يخبرها بصوت واهن انها لم تكن الوحيدة فى حياته !!! .... مر قطار العمر فى لحظات امام عينيها .... تذكرت البدايات وكيف كافحت وعانت ليصل للنجاح ويصبح ملئ السمع والبصر ..... كم احبته ولم تلق منه الا الصد .... كم آلمها ولم يجد منها غير الرضى ..... لم تفق الا على ازيز جهاز بالجوار يعلن توقف القلب الذى طالما عشقته رغم كل اخطاؤه وخطاياه ......ولم تدر بماذا تجاوب صراخ الطبيب الذى هرع اليه محاولا انقاذه ...... لماذا كتمتى انفاسه ؟؟؟؟؟
-----------------------------------------------------------
الرابعة ......
لم يستطع تحمل هذا الجو المسموم الذى يعمل فيه .... رئيسه من ماسحى الجوخ العظام اما زميله فعصفورة قذرة تعد عليه انفاسه وتنقلها للامن ....المرتب ضعيف والحوافز من نصيب غيره اما المأموريات فمستبعد هو منها لثقل دمه !!!! ..... لذا عندما تقدم باجازة بدون مرتب تم الموافقة عليها باسرع مما تخيل ..... ربما تكون هذه هى ميزة القطاع العام الوحيدة......
اتى له احد اصدقاء العمر الاثرياء بفرصة جيدة فى واحدة من شركات رجال الاعمال الجدد....الوظيفة مقبولة ومكان العمل اكثر من رائع والمرتب ليس بسئ ..... لم يمر الشهر حتى طلب رئيسه المباشر مقابلته وعندما ذهب اليه اسمعه حوارا تم تسجيله له وهو يبدى استيائه من الوجبة المقدمة فى استراحة الغذاء .....!!! وطالبه الا يتكلم بعد ذلك وسط الموظفين عن اى شئ لا يعجبه وان يتوجه له مباشرة فى حال وجود اى شكوى !!!..... وعندما الجمته الدهشة عن الكلام ..... عاجله بالقاضية وقال له ..... ومنتظر منك ابلاغى عن اى زميل بيعمل كده !!!!!!
--------------------------------------------------------------
الخامسة ......
لم يشهد العالم بعد اينشتين عالما مثله ..... كان عبقريا لا نظير له .... اصبح يؤرخ لعلم الكيمياء بظهوره .... حصل على نوبل مرتين وهو لم يبلغ الخمسين بعد ..... وفى عيد ميلاده السبعين اعلن عن اكتشافه الذى قلب الاوساط العلمية راسا على عقب ..... توصل للمستحيل .... اكتشف اكسير الحياة الذى يجعل الخلية لا تشيخ ..... لم يصدقه احد .... واحتفظ هو بمعادلته الكيميائية المستحيلة سرا دفينا وقال سترون اثر الدواء على جسدى ...... وعند بلوغه الخمسون بعد المائة اعترفت لجنة نوبل بتركيبته الغامضة وتم منحه الجائزة رغم انه لم يقدم اوراق المعادلة ..... كما انه لم يجرب الاكسير على احد غيره !!! ...... كل ما قدمه كدليل هو صور موثقة لخلايا جسده التى لم يغيرها الزمن خلال ثمانين عاما !!!..... وجاء يوم تكريمه فتقدم لاستلام الجائزة وكأن الزمن توقف به عند السبعين ..... كاد العالم ان يجن ..... قدم له اثرياء العالم كل اموالهم من اجل جرعة واحدة ......تجاهل ...... عرضت عليه الاف المغريات والمنح ..... رفض ..... تعرض منزله ومعمله للاقتحام مائة مرة.... ....لم يجدوا شيئا ..... وعندما تهيئ العالم للاحتفال بعيد ميلاده المائتين ...... وجدوه وحيدا معلقا فى حبل ربط فى وسط معمله !!!!!!
-------------------------------------------------------------
السادسة ......
اخذ المعلم عاشور نفسا طويلا من شيشته وهو يرمق بعين الحذر مجموعة من الشباب تجمعوا حول منضدة يتناقشون فى امور السياسة .... وعندما علا صوتهم قليلا نهض فورا من مكانه ممسكا جردل امتلأ بمياه قذرة ملقيا بكل ما فيه تحت ارجلهم وهو يشخر ..... معلهش يا بهوات هنرش ..... الله يلعن ابو دى ثورة اللى جابتلنا الخراب ... مشفناش من وراكم الا الفقر يا ولاد الكلب ......!!!!
حل الليل سريعا وامتلأ المقهى بزواره الذين توافدوا تباعا لمشاهدة مباراة القمة المرتقبة وما ان بدئ عاشور فى حساب توقعاته لايراد اليوم حتى ظهر له الأمين رضا واثنان من زملائه .... رحب بهم المعلم اشد الترحيب فكم من الخدمات التى قدموها له ..... لذا عندما طالبه رضا بالمعلوم اجابه المعلم بتباسط ان يصبر عليه لأن الليلة لا تزال فى بدايتها والارزاق بيد الله ......عندها خبط رضا بيده الثقيلة على طاولة المعلم وهو يزعق فى الجميع ...... القهوة مش شغالة يا بهوات ..... ياريت تشوفوا الماتش فى مكان تانى !!!!!
------------------------------------------------------
السابعة ......
استدعانى الى مكتبه ليتناقش معى وينقل لى قلق اجهزة الامن مما اكتبه .... تحدثنا طويلا وتناقشنا فى مواضيع شتى ووجدته – على غيرعادة من قابلت منهم – ضابطا مهذبا ذو ثقافة واسعة وقدرة على اقامة حوار بناء وفى النهاية تبادلنا ارقام الهواتف مع وعد بلقاء قريب فى ........ المقهى !!!!

-----------------------------------------------------
الثامنة ......
لا ادرى كيف اتيت الى هذا المكان ..... كل ما اعلمه اننى كنت قابعا هناك بالاعلى اشاهد كل ما يحدث من تلك الزاوية المستحيلة ....
رايتها وهى تتزين له قبل ان يضمهما سرير متهالك يصدر صوتا فاق صوت مجونهم ..... فى البداية كنت احسبه زوجها ... لكنى ما لبثت ان عرفت الحقيقة عندما رايت ذلك الرجل ذو رائحة العرق النفاذة التى تصل لى فى مكمنى يدلف للغرفة مرهقا ملقيا بجسده الضخم لينام عددا طويلا من الساعات عجزت عن احصاؤه ثم يستيقظ ليرتدى ملابسه بسرعة ليبدء مشهدا متكررا لا يتغير ..... ساعة ثم ياتى الاخر ويظل قائما مكانه لتكتمل القصة كلها امامى ....
كم اردت ان انبهه كثيرا ليستيقظ فيمسك بذلك النائم تحت سريره بعد ان عاد ذات مرة بغير ميعاد !!! او لكى يشعر بان فراشه لم يعد له .... لكنى تراجعت ... لا اعلم لماذا ؟؟!!! ربما خوفا على حياتى !!!!
ظل الحال هكذا حتى جاء مساء كنت منشغلا فيه بعملى الذى لا ينتهى .... وهناك بالاسفل ينام هو كعادته مصدرا شخيرا منغما فاق صوته صوت سريره العجوز حتى فوجئت بها تتسلل كالحرباء ومن ورائها صاحبها يحمل مطرقة كبيرة .... لم استطع سماع ما دار بينهم من حديث هامس ..... الا اننى وجدتها فجأة تصرخ فيه بشدة .... يا جبان !!! فتململ النائم فى مكانه وبدا وكأنه يحاول الخروج من نفق نومه الطويل .... فعاجله الجبان سريعا بضربة قوية من المطرقة على راسه ..... سمعت بعدها صوتا مؤلما حزينا لم اسمع به من قبل وتناثرت الدماء بكثافة فى ارجاء الغرفة حتى ان بعضا منها تطاير فاتلف ما عكفت على صناعته فى اسبوع !!!! سكن الضحية سكونا ابديا فحمله الاثنان خارج الغرفة فى هدوء ..... ولم تمض الا بضعة ايام حتى تجدد اللقاء .... واثناء المداعبة وقعت عيناها فجأة علىّ فرأتنى ..... احسست بالخوف يملأ اطرافى وسرت برودة شديدة بارجاء مملكتى ...... ثم سمعتها تقول بصوت افزعنى ...... ايه اللى جاب العنكبوت ده هنا ؟؟؟؟ الاوضة لازم تنضف !!!!
-------------------------------------------------------------
التاسعة .....
احتد النقاش بينه وبين اخيه على من سيتضمنه نعى ابيهم ومن يسبق ومن يتاخر .... حتى استقرا فى النهاية على نصف صفحة كاملة فى تلك الصحيفة العريقة ستحوى فقط اسماء العشرات من اولئك النابهين فى تلك العائلة مترامية الاطراف واسماء الشركات العالمية التى يعملون بها ..... وفى المساء اصرا على ان يكمل المقرئ فترته كاملة رغم خواء المكان ....... !!!
-----------------------------------------------------------
العاشرة ....... والاخيرة
لم يستطع التراجع .......
تلقى الخبر قبل الظهور على الهواء بدقيقتين ..... استشهاد الابن فى هذه المنطقة الملتهبة شرق البلاد ..... لطالما كانت اخبار المنطقة الشرقية من المحرمات التى تخضع للتدقيق الامنى قبل ان يعرفها العامة ..... كم راى بعينيه اسراب النعوش الاتية من هناك ثم فى المساء يظهر فى نشرة الاخبار ليعلن ان البلاد بخير وان الارهاب قد ذهب بغير رجعة ...... كان لابد ان يتماسك وان يستجمع خبرة ثلاثون عاما قضاها كواجهة للنظام ومتحدث عنه !!! ..... الخبر الاول فى النشرة عن احتفال ضخم تقيمه هذه المحافظة المنكوبة تزامنا بعيدها القومى مع لقطات ارشيفية ظهرت فيها فجأة بوضوح صورة الابن وهو يتم تكريمه على اداءه المشرف ..... لم يتمالك نفسه فاجهش فى بكاء مرير على الهواء ..... وعندما افاق امسك منديله وراح يمسح دموع غزيرة انسالت على وجنتيه وهو يخاطب المشاهدين قائلا ........ اعذرونى انها دموع الفرح على ما حققناه فى هذا الجزء العزيز من ارض الوطن ...... بعد ان دحرنا الارهاب !!!!!

محمد شلتوت 

الجمعة، 12 فبراير 2016

قصص ..... (2)

كلاكيت تانى مرة ......
تجربة لا اعلم ماذا اسميها .....

هل هى قصة قصيرة / اقصوصة / سيرة ذاتية ..... لا اعلم 
ولكن الذى اعلمه انها تعبر عن شئ داخلى اردت ان اعبر عنه وخرج منى كما ستقرءوه 
هذه التجربة فيها ماعايشته وفيها ما خلطت فيه الواقع بالخيال
وفيها ما سمعت عنه 
وصغته باسلوبى ....لذا ارجوكم خذوها كما هى .... بحسنها وقبحها .... 

هى تجربة ..... ارجو ان تعجبكم

------------------------------------------------------ (1)

فى الثانوية كان عبقرى رياضيات ..... يجد للمسالة الواحدة الف حل ....لكنه للاسف عانى حالة نفسية نتيجة وفاة ابيه وزواج امه وتركها له يعيش بمفرده معتمدا على معاش الاب وعطف الاقارب .... كان غريب الاطوار هوايته الوحيدة قراءة كتب الاطفال المصورة رغم اننا اصبحنا على اعتاب الشباب ..... من سوء حظه ان صاحب العقار كان محتالا طماعا ...لم يراع يتمه ولا ظروفه ....طمع فى الشقة المؤجرة ..... فابلغ عنه انه ارهابى خطير يقوم بتصنيع المتفجرات فى الشقة ..... فى الفجر داهمت القوات منزله واخذته معصوب العينين بملابسه الداخلية ..... وكانت الاحراز ..... 
مجلدات ميكى وسمير !!!!!
------------------------------------------------------------  (2)
كانت كل مميزاته ..... وسامته المفرطة ولسانه الحلو ....كان اعظمنا جهلا واكثرنا بخلا واقلنا تواضع..... هو الاخير فى فصلنا دائما وربما فى المدرسة كلها وما حولها ..... تزوج اكثر من مرة ..... واصبح مليونيرا !!!!
----------------------------------------------------------- (3)

اخرج كل ما فى جيوبه ووضعه على المنضدة وقال فى صوت خفيض .... والله العظيم ده كل اللى معايا .... حضرتك بتقبل كروت فيزا .... رفع المعلم حسنى عقيرته بالسباب وهو يدعو على اصحاب البدل والكرافتات الذين لم يبقوا لاولاد الحلال شيئا فى هذا العالم الظالم ..... طب ابعت معايا حد لاقرب ماكينة وانا هديلك حقك ..... ماكينة مين يا راجل يا ماكينة ؟؟؟؟..... انت عارف اقرب بنك هنا على بعد قد ايه !!! اخذ يتحسس جيبوبه بحثا عن هاتفه ليتصل بمن ينجده فتذكر انه قد نساه فى سيارته الفارهة التى تركها معطل
ة على الطريق الرئيسى ودخل لتلك المنطقة الشعبية بحثا عن ميكانيكى فاخذته انفه لهذا المسمط ليهدئ نيران معدة لم تاكل شيئا منذ صباح يوم ملئ باجتماعات لا تنتهى.... اخذ يلعن حظه الذى اوقعه فى هذه المحنة..... شخر المعلم وهو يسبه بامه انت بتبرطم تقول ايه ؟؟؟ مين اللى هيدفع تمن كل الاكل اللى طفحته ده !!!! اتفقا فى النهاية على ان يبعث معه باثنان من صبيانه ليصطحبوه لسيارته ..... وهناك ..... وجدها قد سرقت !!!!
----------------------------------------------------------- (4)

عاش منفيا مطاردا مسجونا ..... طردته اسرته من جنة الانتماء للعائلة ذات الحسب والنسب والشرف العظيم .... كانوا كلما تذكروا اسمه ترحموا على ابوه واكملوا الحديث وكأنه لم يولد ..... تغيرت الدنيا واتت الجماعة للحكم فاطلقوا جميعا لحاهم وادوا الصلوات الخمس بالمسجد وأخذوا يتسقطون اخباره وصورته وضعوها فى صالونات فيلاتهم ..... وانقلبت الاحوال ورجع منفيا مطاردا مسجونا ...... وكلما اتت سيرة المحاكمات ترحموا على والده واكملوا الحديث وكأنه لم يولد..... !!!
--------------------------------------------------------- (5)


فتح صندوقه العتيق لاول مرة واخرجت يداه شهادة اتمام البكلوريا الخاصة باحد جدوده تعلن تفوقه وفوزه بالمركز الخامس على مستوى القطر المصرى ثم شهادة اخرى بلغة اجنبية لم يفهمها .... وورقة صفراء من جريدة قديمة بها خبر ان الملك أنعم على احد اخوال والده بنظارة مديرية الغربية وفى قاع الصندوق عثر على وساما للكمال يخص احد سيدات العائلة ..... اخذت عينيه تتنقل بين مقتنيات الصندوق الثمينة قبل ان يغلقه بسرعة بعد ان تذكر ان عليه اللحاق بنوبته اليلية كحارس عقار .......!!!!
---------------------------------------------------------- (6)


احبها واحبته .... اعطته قلبها الذى ظل مغلقا حتى امتلك هو مفاتيحه التى القتها فى بئر عميق كان عليه ان يسبر اغواره حتى تستجيب له ... حسدناه كلنا على اختياره .... كانت عندما تمر بنا لتقطع الطريق المؤدى لكليتها .... توقف السائر ويصمت المتحدثون ..... حاول معها طويلا مثلما حاول اخرون .... اخذت منه وقتا اطول من اى فتاة اخرى .... وعندما رايناه يقف معها علمنا ان قلاعها استسلمت لهجومه وخاصة بعد ان تقدم رسميا لخطبتها ...... كانا عندما يلتقيان تستطيع ان تلمح من بعد كم الحب الذى فى العيون .... لم نكن نسمع كلامهم .... لكن مسكة يده ليدها تدل على مدى ارتباطه بها ..... بعد فترة اختفت تماما وعندما سألته عنها .... اخبرنى بان امه غير موافقة على اختياره ...... وخيرته بينها وبين حبيبته وعندما سألته عن السبب ... رد برد اخرسنى ...لانها بكماء !!!
----------------------------------------------------- (7)


هو صديق الجامعة الصدوق .... لم نكن نفترق ...قضيت معه وقتا اطول مما قضيته مع اسرتى .... كان يتكلم الالمانية كأهلها بالاضافة للانجليزية ووسامة وجه لا تخطئها العين .... بعد التخرج عملنا معا فترقى سريعا وظللت انا محلك سر ..... وفى يوم اتى فرحا يحمل اعلان للعمل بالحكومة.... خلاص زهقت انا عايز استقر بقى ..... اذهلتنى المفاجأة ورددت عليه ازاى بس .. انت مستقبلك واعد حرام عليك !! رد كأن لم يسمع .... وسحبتلك استمارة انا مش هقدم لوحدى !! ..... واصر اصرارا غريبا ..... شجعنى رغم انه صاحب الفكرة وكنت غير مقتنع ..... الى ان اعلنت النتيجة .... نجحت ولم يوفق هو!! ....وكان السبب ببساطة هو الواسطة ..... وجدته يومها غير صديقى الذى عرفته .... وجهه تغير وملأ اليأس قلبه .... حاولت ان اسرى عنه الا انه كان قد اتخذ قرارا لم يعلنه ..... باعدت بيننا الايام أو ابتعد هو بقرار .... بعد فترة علمت بسفره وانقطعت اخباره تماما ....منذ عام تقدمت للعمل باحد الشركات الاجنبية فالابناء قد كبروا ومرتب الحكومة لا يكفى .... وتطلب الامر مقابلة مع المدير العام .... استعددت للقاء وعدلت هندامى وعندما دخلت وجدته هو بشحمه ولحمه لم يتغير فيه شئ سوى تلك الشعيرات البيضاء التى كست لحية صغيرة وضعها على ذقنه مثل ممثلى المسارح .... والى جواره عجوز قدمها لى على انها صاحبة الشركة وبعد الترحيب واسترجاع ذكريات الدراسة ومغامرات ما بعد التخرج ...لاحظت صورة حميمية تجمعه معها .... ابتسم لى ونظر لها وقال .... ايوة مراتى !!! .... بس انت عرفت ازاى انى هنا ؟؟؟ فأجبت الف اجابة كلها غير صادقة..... وقمت بعد ان تواعدنا بلقاء قريب ..... لم يتم !!!
-------------------------------------------------- (8)


من وراء حجب الغيب رأى والده الثمانينى العمر يمد يده لمن يسلم عليه وهو لا يدرى على من ولماذا يسلم ؟؟؟ واحس باطفاله وهم لاهون واحدهم يكتم ضحكاته كلما لكزه اخوه بجانبه .... وشاهد عقل زوجته يقسم تفكيره ما بين دموع تنهمر وحساب نصيبها فيما ترك وسمع حديث زملاؤه فى العمل وهم يتبادلون توزيع انفسهم على السيارات الموجودة لتقلهم قرب منازلهم ..... وحده كان يجلس منزوبا يمسح دموع ساخنة سقطت على وجنتيه كلما تذكر له ضحكة او موقف ........ صديق العمر
------------------------------------------------- (9)


سألنى ..... اتعلم لماذا خلق الله الخنزير يا بابا ؟؟..... قلت له لماذا ؟؟؟ قال لى اخبرونى فى المدرسة ... لكى يأكل فضلات سفينة نوح !!! فرددت ولماذا لم يرم المؤمنون الفضلات فى البحر ؟؟؟ فرد بسرعة ..... طبعا حفاظا على البيئة !!!!
------------------------------------------------- (10)


امتدت صداقتهم لما يزيد عن 40 عاما منذ ان بدء حياته موظفا بسيطا يسكن فى هذا العقار وقتها كان المعلم محمود يعمل مع والده فى محل البقالة ضمن عدة محلات تحيط بالمبنى ... تغير السكان وتبدل اصحاب الدكاكين وانشطتها وظلا معا .... هو قابعا فى شقته والمعلم محمود بدكانته التى تمثل مورد رزقه الوحيد .... تعارفا فتصادقا حتى اصبحا مضرب المثل فى الحى كله.... لا يكادا يفترقان خاصة بعد ان خرج احدهم على المعاش فاصبحت جلسته الوحيدة مع صديقه امام دكانه ..... الى ان جاء يوم اتفق فيه مع احد اقرباؤه على الذهاب معا لقضاء امر عائلى واخبره الرجل بانه سيكون بصحبة ابنه الذى اصبح قاضيا شابا يشار له بالبنان ..... وقف القاضى ووالده بسيارتهم امام الدكان فى انتظاره .... فطلب المعلم برفق من الشاب ان ينتظر بعيدا عن المحل حتى لا يعطل حركة الداخلين والخارجين منه .... فما كان من الشاب الا ان سب الرجل الذى هو بمقام ابيه فرد عليه المعلم محمود السباب وتعالت الاصوات وسط تهديد ووعيد القاضى له ...... اسرع صاحبنا الخطى هابطا على السلم واصوات المشاجرة تكاد تصم اذنيه وما ان اصبح وسط المعركة حتى تعالى صوته وهو يصرخ فى وجه المعلم محمود ..... اما انت راجل قليل الادب صحيح ...... ازاى تشتم سعادة الباشا !!!!

محمد شلتوت 

الثلاثاء، 5 يناير 2016

قصص ..... !!!!

تجربة لا اعلم ماذا اسميها .....
هل هى قصة قصيرة / اقصوصة / سيرة ذاتية ..... لا اعلم 
ولكن الذى اعلمه انها تعبر عن شئ داخلى اردت ان اعبر عنه وخرج منى كما ستقرءوه 
هذه التجربة فيها ماعايشته وفيها ما خلطت فيه الواقع بالخيال
وفيها ما سمعت عنه 
وصغته باسلوبى ....لذا ارجوكم خذوها كما هى .... بحسنها وقبحها .... 
هى تجربة ..... ارجو ان تعجبكم
---------------------------------------- (1)
ارتفع صوتها وهى تدعو لنا بطول العمر والتففنا حولها كأننا ابنائها الذين لم تنجبهم ..... احدنا يحمل حقيبتها والاخر يحمل زجاجة المياه الخاصة بها واخر يدفع الكرسى المتحرك الذى طلبته لعدم استطاعتها الحركة ..... ودعناها بعد ان شملتنا بدعوات الامهات ودموع فراق الاحبة ....... وفى الجمرك وجدناها تقف كوحش كاسر خرج من قفصه وتصرخ باعلى صوتها لاعنة الزمن والحكومة التى لا تتجبر الا على الغلابة ..... سالت عن قصتها فقالوا لى بانها الحاجة سعدية اكبر نشالات موسم الحج ...... تقوم بوصلتها المعتادة

---------------------------------------- (2)

البلد غريبة كئيبة .... لا يتكلمون لغتك .... فقدت الطريق فى شوارعها واصاب بوصلة عقلى العطب .... كلما سالت عن شئ هزوا رؤوسهم بالنفى ..... لا تعلم هل هم لا يفهمونك فعلا ؟؟؟؟ ام انهم لا يريدون المساعدة ......... فى النهاية وجدته الوحيد الذى يفهمنى ويحاول مساعدتى ..... واصبحنا ثلاثة ...... هو يمسك بيدى من ناحية ويمسك باليد الاخرى مقود كلبه المدرب على مساعدة المكفوفين .......!!!!

-------------------------------------- (3)
تقابلنا صدفة بمسرح كلية التجارة – جامعة القاهرة – كان شعلة متوهجة لا تنطفئ .... غولا على المسرح يأكل كل من يحاول الظهور بجواره ..... التمثيل بجانبه كان مشكلة حقيقية فماذا يفعل نجم بجوار شمس النهار ؟؟؟.... احببته .... وتابعت مشواره الفنى الذى تعثر رغم وضوح الموهبة .... ظل يعافر ويقاتل حتى يجد مشهد فى فيلم او دور فى مسلسل ..... وعندما بدات الدنيا تميل وتعاقد على اول دور كبير فى فيلم يروى ظمأ موهبته .... وحملة اعلانية ضخمة امدت جيبه المفلس باموال جائت فى وقتها ..... اصابه المرض .... كانت صوره تملا الشوارع والصيدليات باعلانات للفياجرا ..... وكان هو يقاوم السرطان فى صمت .

------------------------------------ (4)

الرحلات الليلية تصيبنى بالعته ...... بعد الوصول تحدثنى زوجتى فاجيب بردود ابعد ما تكون عما تتكلم فيه .... اعتادت على هذا .....فاصبحت تتركنى حتى استعيد عقلى بعد وصلة نوم طويلة ...... الا هذا اليوم ..... وصلت للمنزل فما ان راتنى حتى اخبرتنى بان ابى يريدنى فى امر هام ..... ارتجف قلبى وحسبته يعانى امرا ..... فاستبدلت ملابسى بسرعة واخذت العربة وبدات الطريق الطويل ..... احسست بالنوم يهجم على عيونى بقوة ..... توقفت وقررت الا اكمل والا ستحدث كارثة ..... 

وفجأة خرج من باطن الارض لا اعلم من اين ؟؟؟؟ لكننى وجدته امامى وسط الطريق الخالى يسالنى ان يركب معى ..... قبلت بفتور فليس من عادتى دعوة غرباء ..... جلس بجوارى واخذ يتحدث فى كل شئ ...وانا فى واد اخر ..... ووسط حديثه نظر لى وقال .... على فكرة هدى السرعة قدامك لجنة ..... هدئت من سرعتى قليلا وانا متشكك فالمكان نادر وقوف لجان مرورية به .... بعدها بمسافة وجدت كمين يشير لى احد افراده بالتوقف .... تعجبت كيف عرف !!! .... قبل الوقوف صرخ فجأة بهيسترية لا تتوقف ..... هؤلاء لصوص .... انتابنى الرعب وخاصة ان الانفلات الامنى كان على اشده ..... زدت من سرعتى ....ضربت الاقماع ومررت بسرعة فائقة من الكمين الذى انتفض افراده لمطاردتى .....لم اجد مفر امامى غير طريق منحدر على يسار السيارة فاهتزت عجلة القيادة فى يدى وبدات السيارة تهوى ..... غبت عن الوعى .... فى المستشفى افقت ..... سالنى الوكيل ..... انت مجنون ازاى تعمل كده ؟؟؟؟ اجبته ....هوه قالى دول حرامية !!! فاستفسر ....هوه مين ؟؟؟ فرددت .....الراجل اللى كان راكب معايا ......
فنظر لى بريبة وهو يقول .....راجل مين يا استاذ ؟؟؟ انت كنت لوحدك لما جابوك من العربية !!!!

---------------------------------- (5)
كان يقول لى .... لو بس اخذ المنصب ده يومين ..... هتشوف اللى هيحصل !!! الصح معروف والخطأ واضح زى الشمس ..... المشكلة دايما ان صاحب القرار معندوش رغبة فى التغيير ..... انقلبت الدنيا وحدثت الثورة وجاء فجاة الى المكان الذى تمناه .... ووجدته كافرا بكل ما كان يؤمن به .... وعندما ذكرته بان التغيير يحتاج يومين فقط .... اخذ يعدد العقبات والمصاعب .... وعندما اعدت كلماته عن ارادة التغيير ..... صرخ فى وجهى .... انت فاكرها سهلة.... دى شركة كبيرة ...... كان غيرك اشطر ..... وتركنى ومضى .....!!!

---------------------------------- (6)

هات كارنيهك ومشوفش خلقتك هنا تانى .... مش هتنجح طول مانا فى الكلية .... انت فاهم .... وهتجيلى عشان تبوس الجزمة وبرضو هتسقط ..... رجعت مهموما للمنزل فسالنى ابى عن السبب فلم اجد بدا من اخباره ..... صمت وسألنى .... هوه قال كده !!! فهززت راسى ..... فى الصباح استيقظت ونظرت بجانبى فوجدت الكارنيه على الوسادة ..... ذهبت للجامعة وفى الممر تقابلت عينانا فاذا به يحدثنى بلطف قائلا ..... مش هتحضر محاضرتى ولا ايه ؟؟!!! ...... كان ابى ضابطا عظيما


----------------------------------- (7)
كادت الرحلة تنتصف وانا امر باحد مقاعد الطائرة فوجدتها تبتسم لى ... فرددت التحية باحسن منها ...... سالتنى انت مش فاكرنى ؟؟؟؟ .... اسقط فى يدى ...... واخذت ابحث فى تلافيف عقلى عن صورتها ضمن ملايين الصور لكنى لم اجدها .... رددت بالنفى ....فعاجلتنى بالقاضية .... ركز كده شوية ..... قالتها بطريقة لم اخطأها وتذكرت معها كل شئ ..... صورتها ...كلامها ... ضحكتها وايام جميلة مرت بنا ..... سالتها كنتى بتعمللى ايه هناك؟؟؟ ردت بهدوء زيارة سريعة لابو الاولاد ...... نظرت بجانبها فوجدت انسة ر
قيقة قد استغرقت فى النوم .... تحمل نفس ملامح امها التى غابت عن ذاكرتى لاكثر من عشرين عاما ...... هممت بتكملة حديثى فجاء صوته خشنا قويا من خلفى .... ممكن اقعد ؟؟؟؟ فنظرت فاذا بشاب فى مقتبل العمر ياخذ كثيرا من جمالها الباهت وغلاسة اعتقدت جازما انه ورثها عن ابيه ....... اخذنا ننظر لبعضنا البعض وقطعت هى الحوار الصامت لتقوم بالتعريف ..... حسام ابنى ..... ثالثة طب عين شمس ...... نظرت له طويلا .... مد يده بلا مبالاة ..... فسلمت عليه وانسحبت بهدوء .......

--------------------------------- (8)
كلما اختلفنا سياسيا ..... وجدته يزايد على وطنيتى .... يتذكر عمه الذى استشهد فى 73 وخاله الذى فقد فى 67 واقربائه الذين قدموا الغالى والرخيص للوطن المفدى ... وكأننى وأسرتى السبب فى كل مصائب البلد.....!!! ذات يوم وجدته مكتئبا ... مهموما .... ولما سألته عرفت ان السفارة الاميريكية رفضت اعطاءه التأشيرة رغم ان ابناؤه الثلاثة ...... مواليد نيويورك !!!

-------------------------------- (9)

تابعتها وهى تتكلم الانجليزية بلكنة المانية جعلت خليط اللغتين يخرج احلى ما فيهم ... كانت تراقبنا بعيون قلقة ونحن نمهد الطريق امام رجال الاسعاف الذين صعدوا الطائرة لتثبيت السرير الطبى الذى سيحمل زوجها - الذى يعانى اثار حادث اتت على ما تبقى من جسده الهزيل - الى احد المستشفيات الالمانية للدخول فى سلسلة من العمليات الجراحية لا يعلم عددها ولا جدواها الا الله ...... 

وضعت يدها فى حقيبة صغيرة تحملها واخرجت رزمة من الاموال اخذت توزع منها على العمال ...... واثناء متابعتنا ظهر قائد الطائرة الذى اتى ليطمئن على الحالة وكيف اننا يسرنا لها كل متاح ..... فى هذه اللحظة نظرت السيدة للكابتن ودست يدها فى حقيبتها مرة اخرى واخرجت رزمة جديدة ما لبثت ان طوتها فى يد الرجل وهو يمد يده بالسلام ..... وكأن عقرب كان يختبئ في يدها ظهر فجأة ليلدغه ويتركه مشلولا لا يستطيع الكلام الا باصوات تخرج من فمه بصوت عال ..... بعد ان استوعبنا ما حدث وجدناه يصرخ بهيستريا وهو يكرر .... انتى بتعملى ايه ؟؟ انا كابتن الطيارة...؟؟ ردت الصراخ بعويل وهى تشرح .... الكل هنا ياخذ البقشيش ولا يعجبه ..... لقد احترت فيكم ..... طبيب المستشفى لم يعجبه ما قدمت له... !!.... فى قسم الشرطة طلبوا الدفع بالدولار .....!! اما انت ولانك قائد الطائرة ..... فتطلب المزيد ....... !!!!!

------------------------------ (10)
قررت الا اتكلم ..... فقدت اصدقائى الواحد تلو الاخر فى مناقشات دامية ..... حتى اهلى وزوجتى لم يستطيعوا فهمى .... فالتزمت الصمت وعندما تبين لى ولهم صحة موقفى ..... حاولت الكلام فوجدتنى قد فقدت النطق !!!

-------------------------------------------------------------------------------------

هذه هى تجربتى التى نشرتها على صفحتى الشخصية على الفيسبوك والتى اشكر كل من تابعنى وشجعنى عليها ...... وساتوقف قليلا على ان ابدا من جديد بعد فترة ......

 محمد شلتوت 



الثلاثاء، 30 أبريل 2013

أنا .... وزوجتى .... والزعانف !!! (2)

لم ارغب يوما ان اكون عضوا فى نادى أو انشغل فكرى بهذه الاشياء ابدا ....كما اننى لم ارى فى اسفارى اندية مثل تلك التى تنتشر فى بلادنا . . . .الاندية هناك اما رياضية بحتة يذهب اليها اللاعبون المحترفون او اخرى تضم مهتمين بانشطة او هوايات معينة كاندية محبى السيارات او جامعى الطوابع او الرفق بالحيوان . . .الخ
لم ارى فى اسبانيا اسرا تذهب يوم الاحد لقضاء اليوم فى نادى ريال مدريد ولم اسمع فى فرنسا ان نادى باريس سان جرمان قد اعد مصيفا لعائلات الاعضاء فى مارسيليا ...لكن ان تتحول الاندية الرياضية لمقاهى ضخمة يجلس فيها الناس بلا شغلة ولا مشغلة وان تهتم بانشطة بعيدة كل البعد عن الرياضة فهذا ما لم اره الا فى بلادنا ....!!!

زوجتى عندما تحب ان تنهى مناقشة لصالحها .... تنهيها دائما بالجملة الخالدة ( الناس كلها بتعمل كذا ..... الا احنا !!)  ... الناس كلها مودية اولادهم مدارس كذا .... الا احنا !!! الناس كلهم عندهم عربية ماركة مش عارف ايه .... الا احنا !!! وهكذا تولد لدى شعور بمرور الوقت اننى اما بخيل سينتهى الحال بابنائى عندما سيتذكرون سيرتى ( بعد عمر طويل ) بالدعاء عليا وعلى الايام السودا اللى عاشوها معايا .....أو اننى اعيش فى فقر مدقع واننى من مستحقى الزكاة !!!

استسلمت مرغما واشتركت فى هذا النادى - الذى اشترك فيه كل الناس الا احنا - وكان فى هذا النادى الفرصة الكبرى لتقوم زوجتى باقامة اهم مشاريعها - مثلما اقامت مصر السد العالى - وهو التعرف على مجموعة من السيدات - اللواتى لا اعرف كيف يجدون هذا الكم من الكلام ليتحدثوا به كلما التقوا ..... كما ان مقابلاتهم تتصف بالسرية .... ما ان تقترب منهم لتطلب من زوجتك شيئا حتى يهبط عليهم سهم الله ... تحس انهم يدبرون شيئا .... او ان مصيبة ما فى طريقها اليك ..... فكرت كثيرا فى الابلاغ عنهم ... لكن ... حتى وان وجدت فى هذه الايام السودا من يستمع اليك من رجال الشرطة !!!.... فاين لك ان تاتى من هذه المجموعة الماسونية بدليل ادانة ....!!!

بعد ان اتم ابنى دروسه فى السباحة ..... اخذت زوجتى فى البحث عن رياضة ما ... اى رياضة يلعبها الولد .... ويستطيع بسهولة ان يصبح فيها بطلا  ...لا اعلم حقيقة .... ايه حكاية البطل دى ؟؟؟!! الجميع يبحث عن بطل ؟؟؟ ولكن اين هو ؟!!
وأخيرا وجدت زوجتى ضالتها فى لعبة عجيبة ... فاجاتنى ذات يوم وهى تعلن انها قد سجلت اسم الولد فيها ...وما على الا القيام بدفع الاشتراك وتحديد مواعيد التمرين التى تناسب توقيت رحلاتى ...... سالتها عن اسم اللعبة ..... فقالت وكانها تعلن تاميم قناة السويس ...... قرار رئيس الجمهورية .... بان الولد هيلعب سباحة بالزعانف !!! سباحة بالايه ...... بالزعانف !!!
كانت هذه اول مرة فى حياتى اسمع فيها عن رياضة مثل هذه !!! كما اننى لم اتعود على مسميات رياضية كهذه ... سمعت هذا فى مجال الاكل مثل مكرونة بالجمبرى او حتى كنافة بالقشطة اما فى مجال الرياضة فلم اسمع أو أشاهد هذه الرياضة من قبل !!!
- هوه فيه لعبة كده ..... تسائلت فى بلاهة ؟!!
- ايوه ..... دى لعبة جديدة .... والولد هيبقى هايل فيها
لا اعرف من اين اتى لها هذا اليقين ؟؟؟ وكيف عرفت بهذه اللعبة اساسا ؟؟.... انفى يشم رائحة هؤلاء النسوة بزعانفهم التى ملات حياتى ......

كان على ان اتوجه صباحا للمدرب المختص وان اقوم بدفع المصاريف وتحديد المواعيد ...... قابلنى المدرب بابتسامة عريضة وود ظاهر وكانه يعرفنى من ايام الجيش ..... دفعت المصاريف المطلوبة ... ثم اخبرنى بضرورة ان اقوم بشراء الزعانف من النادى لصعوبة الحصول عليها من محال بيع الادوات الرياضية ..... اخذت اقلب فى الزعانف وكانى موجود بحلقة سمك ...  الى ان وقع اختيارى على جوز احسست بان ابنى وهو يرتديهم سيكون اقرب الى سمكة القرش .... التى تلتهم المنافسين .... فيصبح بطلا !!!!
هممت بالرحيل .... فاستوقفنى الرجل لافتا نظرى اننى لم اختر مواعيد التدريب بعد !!!
تراجعت متسائلا فاخبرنى بوجود ميعادين اثنين هما .... من الثالثة للرابعة والنصف ... والثانى ... من الرابعة والنصف للسادسة .. ثم اكمل والميعاد التانى للاسف تم حجزه بالكامل ..... اذن فهذا النظام الديموقراطى يخيرنى بين ميعاد واحد !!!!
رددت وانا محبط خلاص ميعاد من تلاته لاربعة ونص لا مفر منه ... لكن يعيبه ..... انه مع دخول شهور الصيف .... سيكون الجو حارا ...
ضحك الرجل ملئ فمه وقال ..... الميعاد من تلاته لاربعة ونص الصبح يا استاذ !!!
- صبح !!! الصبح اللى هوه الفجر !!!!
- ايوه ... ايوه وبتبقى فرصة ان الولد يتعود على صلاة الفجر ... ويستعد للمدرسة كمان (قالها الرجل بجدية وتأثر بالغين)
- انت بتتكلم جد ؟؟؟!!
- طبعا يا فندم
- طبعا ايه ؟؟؟ ارتفع صوتى وانا فى غاية الزهول .... اجيب الولد الساعة تلاته الصبح
- رد الرجل وهو يحاول استرداد هيبته .. يا باشا كل اولياء الامور بييجوا الصبح وبتبقى فرصة يتعرفوا على بعض ...والجو هايل الفجرية
- هايل ايه بس؟!وناس مين دول اللى هتعرف عليهم الفجر ... ثم اجيب الولد الوقت ده ازاى ... ده انا ممكن اتثبت على الطريق
- ضحك ضحكة كرم مطاوع وهو ينظر لى معاتبا ..... يا استاذ ده معظم اللى بييجوا الصبح ... من السيدات
ملأ الخجل وجهى .... الستات بييجوا الفجر .... وانا خايف اطلع من بيتنا لاتثبت .... لا عشت ولا كنت .... خلاص يا كابتن فلتكن مشيئة الرب .... وليرحمنا الله برحمته
خرجت من غرفة الكابتن وانا اجر زعانف الخيبة .... متجها خارج هذا النادى الغريب الذى يجعل تمرين احد العابه فى الثالثة فجرا ....
اثناء سيرى وبينما افكر فى كيفية تامين الوصول للمكان فجرا اذ بى فجاة امام سيدة من تلك اللواتى كل ما تدخل النادى تلاقيهم قاعدين ... هى من مؤسسات هذا النادى ... وكانها ولدت داخله .... او ولد داخلها ...... مشتركة هى لاولادها فى كل الالعاب .... ودائما ابدا تجدها جالسة تمارس رياضتها المفضلة ... اكل السندوتشات !!!
للاسف وقعت فى محيط رؤيتها وانا قادم حاملا زعانفى ..... فقابلتنى بصوت مرتفع وكانها تخطب فى جمهور بلا ميكرفون ....
- انت خلاص ..... اشتركت للاولاد فى الزعانف .... ربنا يجعلها اخر الاحزان ..... واعقبتها بضحكة لا استطيع وصفها حرصا على الاداب العامة ....
حاولت تحاشيها وهززت راسى مكملا طريقى لعلى انجو من الفضيحة ...... لكن هيهاااااااات
- اشتركت فى ميعاد كام ؟؟
- قلت بصوت منخفض وانا انظر حولى خوفا من وجود التنظيم السرى لزوجتى والذى ينتشر فى النادى كالجراد ..... ميعاد الساعة تلاته ان شاء الله
ردت بصوتها الاوبرالى الذى اعتقد ان زوجتى قد سمعته وهى بمنزلنا ..... خلاص نتقابل 3 الفجر على خير
خير ايه بس .... الله يخرب بيتك .... لم يعد هناك شك انى الان فى ورطة .... لكننى كنت قد استعددت باجابة عبقرية سارد بها لو تسرب الخبر ..... عشان الولد يبقى بطل ..... لازم كلنا نضحى!!!
عدت للمنزل .... فوجدت المدام تنتظر .... وكانها تنتظر صلاح الدين وقد عاد من حطين ...... وعندما اخبرتها بالميعاد الغريب العجيب .... فاذ بها تعلق قائلة جملتها الشهيرة ...... الناس كلهم بتودى ولادها مواعيد تدريب زى كده ...... عندك مثلا مدام سوسن وابنها المشترك فى التجديف ومدام اميرة اللى ابنها مشترك فى الوتربولو ..... ومدام كريمة اللى ابنها مشترك مش عارف فى ايه ؟!! ( لعبة غريبة برضو .....) كل الناس كده .... اشمعنى احنا !!!!!
لا اجد ما أرد به فابتلع لسانى ...اصبحت كثيرا ما أشعر باننى غريب فى زمن عجيب !!!

يوم التدريب .... الثانية بعد منتصف الليل ..... استيقظت بصعوبة .... واستيقظ ابنى بضرب الجزم .... اخذت العن واسب وانا ارى الولد غير قادر على الحركة فما بالك بقيامه بالتدريب من اساسه .....
ركبنا معا السيارة  وسط الظلام الدامس وهدوء الشوارع المريب والذى قد يفاجئك فى كل دوران بان هناك من يترصدك ... بدات فى تلاوة ما تيسر من ايات منجيات ودعاء تركته لى زوجتى فى ورقة وكتبت عليه عنوان ...... دعاء الوصول للنادى .....!!! رفعت صوت القران فى السيارة لعله يكون لنا شفيعا اذا ما استوقفنا احد .....
و...أخيرا وصلنا للنادى ولدهشتى الشديدة وجدت اباء وامهات كثيرات هناك .... كلهم يحملون الحقائب والملابس والزعانف لاولادهم .... والذى يتصاعد البخار من ادمغتهم نتاج تلك البرودة الشديدة ..... اخذ الجميع يتعرف بعضهم ببعض ويستعرضون كيف وصلوا للنادى فى هذه الساعة رغم الاضطراب الامنى المعروف للجميع ..... فى هذا اليوم شاهدت كل انواع الاسلحة .... كل منهم قد اتى بما يحميه .... فرد خرطوش .... اسبراى ... صاعق .... مية نار ..... والغلبان فيهم شايل .... سيف !!!!

اخذت اتطلع للجميع واقرا فى عيون كل اب وام الحلم بان يصبح ابنهم بطلا مغوارا .... تحمل صفحات الجرائد صورته وهو يحمل كاسا .... او تتدلى من رقبته ميدالية ..... فالعن ابو الزعانف على اللى عملها
من بعيد شاهدتها وهى تجر ابنها  كالمعزة جرا نحو حمام السباحة وبصوت كصوت صفارات الانذار اشاحت لى من بعيد وهى تقول .... اهلا .... اهلا
وعندما اقتربت منى نظرت لابنها الذى كان يبكى بكاء من حرم دخول الجنة .....قائلة
شوف يا حبيبى عمو ابنه جدع ازاى ..... مبيعيطش زيك .... بطل من يومه
نظر لى ابنى نظرة معناها .... والله لاقول لماما !!!
بدء التدريب فاحتل الجميع مقاعدهم حول الحمام وبالرغم انه كان التدريب الاول فى لعبة جديدة ...لم يعرفها او يمارسها الاولاد ولا ابائهم من قبل ..... الا ان عقيرة الجميع تعالت وهى تصرخ على الابناء .... يلا يا حازم .... شد جسمك يا محمود .... اضرب الزعانف فى الماية جامد يا علاء ... خد نفس طويل يا سيف ... فاخذت اسال نفسى .... وما جدوى هذا المدرب المسكين .... الذى اوقعه حظه الكوبيا وسط هؤلاء المجانين
لم يمض غير نصف ساعة فقط .... ووجدت ابنى بعدها يترك الحمام متجها الى .... ثم وجدته يميل على اذنى وهو يقول .....
- يلا يا بابا نمشى...... دى عالم هبلة
اجبته وانا اتراقص فرحا من داخلى ووجهى يتصنع الجدية
- طب والزعانف يا حبيبى !!!
- تبقى تخصمهم من مصروفى
- وتهدج صوتى وانا أقول ....... طب وماما ؟؟؟
فرد وهو يطبطب على كتفى ..... استحمل شوية يا بابا
ودى كانت اخر مرة ادخل فيها حمام السباحة .... واخر مرة اتكلم فيها كذلك .... عن زوجتى
ملحوظة هامة : هذه القصة خيالية وأى تشابه بينها وبين الواقع هو محض صدفة ...(حبيبتى يام العيال)

محمد شلتوت
...(يتبع)

الأربعاء، 17 أبريل 2013

الساحرة المستديرة ......

ترى زوجتى - مثل أى أم - ان ابنائنا من العباقرة الافذاذ وانه لو توافرت لديهم الفرصة فقط فسوف يكون لهم حظا فى الدنيا يماثل العظماء والمشاهير ......
هى تردد دائما - وهى تنصح الاولاد اثناء المذاكرة والتى يعلو اثنائها صوتها حتى يسمعه جيران آخر الشارع - هوه انت ناقص عن زويل ايه ... هه .... ايد !! ..... رجل .....!!! وينظر لها الاولاد فى بلاهة لانهم اساسا لا يعرفون من هو زويل ؟؟؟ كما انهم لا يعرفون ان هناك فى الدنيا فعلا من يزيد عنهم بما حباه الله لهم من عقل ومهارة ليس شرطا ان تتوافر للجميع ......

اؤمن تماما بان الله قد قسم المواهب مثلما قسم الارزاق وارى ان لكل واحد منا موهبة تميزه وتختلف به عن الاخر .... حتى ولو كانت موهبة تافهة أو غير ملحوظة ..... الا انه يظل فيها الملك الذى يتسيد عرشها .... لا ينافسه فيها احد قط !!!
اعرف زميلا لنا فى المرحلة الاعدادية كانت له موهبة عظيمة ..... فى الصفير ...... نعم ..... الصفير !!!
كان عندما يبدأ فى الصفير ... يسكت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير .... كان صفيره قويا منغما .... قادر على تطويعه بطلاقة .... يستطيع ان يعزف بصفيره اعقد الالحان بسهولة ووضوح فائقين ..... كان موهوبا ..... لكن فى الصفير فقط !!!!

ابنى الاكبر ..... لم تتحدد مواهبه بعد .... مثله مثلنا عندما كنا فى عمره ... يجرب هو كل الاشياء ..... يحلم .... يعتقد انه الافضل ..... حتى يظهر له ندا يبين تواضع مستواه ..... فيقرر الانتقال لهواية اخرى ..... جرب السباحة .... لكنها لم تستهويه .... جرب الجودو .... لكن نهايته كانت على يد ولد غريب ... عجيب .... اعطاه الله بسطة فى الجسم رغم صغر سنه ..... لو صارعنى لغلبنى !!! اشفقت على ابنى وانا ارى هذا العملاق يطوح به مثل الفطيرة فى الهواء ... ثم يطرحه ارضا .... ثم يتلقاه من الارض كعجينة قد اختمرت ليلفها مرة اخرى مستعدا لحشوها بالزبيب والمكسرات !!!! والله لولا الملامة لتدخلت فى المباراة دفاعا عن ولدى ..... ولتكررت احداث فيلم .... سلفنى 3 جنيه !!
بمرور الايام استقرت قناعته  أو وهمه انه موهوب فى كرة القدم !!!! ورغم انه يرتدى نظارة طبية - الا ان استاذه فى المدرسة والذى هو فى نفس الوقت مدربه فى النادى ( واخد بالك انت ) أقنعه واقنع والدته انه ليس هناك مشكلة اطلاقا فى لبس النظارة ...... وأكم من لاعبين كبار يرتدونها بلا اى مشكلة .... ثم نظر حوله قبل ان يفاجئهم بالقنبلة والتى اخذوا لاسابيع يرددونها بين الاقارب والاصحاب ... أن ابو تريكة يرتدى نظارة طبية ..... نعم ..... لكنه يكتفى بالعدسات اثناء المباريات !!!!

ورغم قناعتى ان الولد ليس له فى الكورة ولا فى الطحين الا اننى وافقت مرغما بعد تحزيرات امه باننى اقف امام مستقبله وانه كم من ابناء خاب املهم بسبب افعال ابائهم ....... ثم تهديدها بعد ذلك بانها غير مسؤولة عن درجاته ومستوى تحصيله .... لان الولد دماغه كلها كورة !@#$%%%+ @!
شاهدت ابنى وهو يلعب وتاكدت يقينا .... انه فعلا موهوب ...... وانه قد غلب مهارتى عندما كنت فى عمره .....كان موهوبا فعلا فى اخذ الكبارى ولو كان هناك انفاق فى كرة القدم لاصبح ملكا متوجا فى حفرها بين قدميه ........ انها الحقيقة المرة ...... ولو كان لهذا المدرب ضمير او بقية ايمان لطرده فورا خارج الملعب .... الا انها النقود يا اعزائى ...... ليس ولدى هو الوحيد .... فهناك شلة من الموهومين من اصدقائه الذين يجرون ابائهم كل يومين الى هذا النادى العريق ليمارسوا لعبة ليس لهم فيها اى مستقبل كما ان ماضيهم القصير مظلم حالك ...... لست ضد ممارسة الرياضة لكننى ضد النصب والسرقة باسمها .... ضد صنع الاحلام الوهمية ..... ضد توجيه الجميع كالقطيع لممارسة رياضة بعينها ..... طمعا فى مكسب مادى وشهرة زائفة .....

كنت اتابع ابنى فى التدريب فغامت عينى ورجعت بى الذاكرة للوراء ....اكثر من ثلاثين عاما لاتذكر اياما جبت فيها معظم شوارع حلوان  اما للعب مبارة أو للتحكيم .... كنت طبعا قد تحولت للتحكيم ..... بحكم انه لا فائدة من استمرارى كلاعب غيرالاساءة لهذه اللعبة العظيمة .... أو بحكم تلك الصفارة التى ادخرت مبلغا ماليا لشرائها .... وكذلك لانه لم يكن هناك اساسا حكام فى مباريات الشوارع .... فكان الجميع يوافق على وجودى ..... ومع ظهور اول مشكلة او اعتراض.... تتعالى الاصوات .... مش عايزين حكم ..... حكم ايه ده !!! ...... هوه احنا بنلعب فى الاستاد ...... فاتحول على الفور الى حكم سابق  ومشاهد محترف  لا يكل ولا يمل من تشجيع اللعبة الحلوة .....

حلوان ...... اواخر السبعينات واوائل الثمانينات .... الشوارع واسعة .... خالية من المارة ..... فما بالك بالسيارات  ..... الفيلات القديمة تملأ اركان الشوارع  التى تسمت باسماء الامراء والباشوات ..... اتاح هذا للجميع ملاعب مجانية رائعة ...... رايت فيها عدد كبير من محترفى الكرة والذين كانوا يلعبون الكرة الشراب والتى كان التحكم فيها غاية فى الصعوبة ...... كان من يمتلك كرة (كفر) يعتبر من الاعيان ...... لا اعرف حقيقة سبب تسمية هذه الكرة باسم ( الكفر ) ...... هل هى من الكفر والعياذ بالله ... لان من يلعب بها هم الاجانب الفسقة فى التليفزيون .... والاغنياء الفجرة الذين لا يحسون بالغلابة ممن يلعبون بالكرة الشراب ...... ام هى تحوير لكلمة ( cover ) الانجليزية والتى تعنى انها بالونة مغطاة بغلاف سميك من البلاستيك ...... حقيقة لا اعلم .....كان نادرا ما يلعب بها فى الشوارع لكبر حجمها واحتياجها لمساحات كبيرة جدا ..... هذا ما كان يقال دائما .... اما السبب الاساسى طبعا فكان غلو ثمنها فى مقابل تلك الكرة التى كانت تصنع من اسفنج مقاعد مترو حلوان القديم او اتوبيسات كارتر الشهيرة ثم يوضع هذا الاسفنج داخل شراب حريمى او كيس بلاستيك ايهما توفر ثم تلف بنوع معين من الخيط ثم تنقع فى الكلة لتاخذ صلابة معينة يختبرها محترفى كرة القدم القدامى ليعطوها ختم الجودة او يطيحوا بها فى اى خرابة معلنين ان الذى صنعها محدث كورة ......

رايت فى هذه الشوارع والحوارى والازقة عمالقة كرة القدم فى حلوان .... رايت حسام وابراهيم حسن .... وكذلك حمامة لاعب البلاستيك واينو نجم المصرى الشهير ...... اما افضلهم بالنسبة لى فكان ..... محمود الحافى !!! نعم ..... الحافى .... انتم لا تعرفونه ... انا اعرفه ...... كان ساحرا ... يفعل بالكرة ما يريد ... كانت بالنسبة له كالعشيقة التى تأبى ان تبتعد عن احضان عشيقها ..... يتحكم فيها حتى وهى بعيدة عن قدميه !! تكاد تقسم ان هناك مغناطيسا يربطها الى قدمه .... كان محمود يلعب حافيا ... ياتى للمبارة وهو يلبس كاوتش ( باتا ) الابيض الشهير ثم يخلعه على الخط مثلما يخلع الساحر قفازه قبل تادية العابه حتى لا يشكك المشاهدون فى مهاراته ..
كان مبدعا ... قادرا على اخراج الاهات من الحناجر مثله مثل نجوم الكوميديا الذين ينتزعون الضحكات فجأة فتحس بان مظاهرة قد خرجت للتو ..... الاسماء الكبيرة كانت تخشى الدخول معه فى عزف فردى .... كان الجميع يتحاشاه .... فيصل لمرمى الخصم فى سهولة ويسر لن تختلف كثيرا لو حاولوا ايقافه ...... ( كان فى كل منطقة لاعب يأخذ لقب الحافى فلقد رايت الكثيرون ممن تلقبوا بهذا الاسم ...... )

كان اللعب غالبا ما يكون على المشاريب ... بمعنى ... ان يقوم الفريق المهزوم بدفع ثمن الحاجة الساقعة للفريق المنتصر .... واحيانا يتغير المشروب ليصبح عصير قصب !! ثم تطور الامر واصبح اللعب على فلوس ... أى ان يدفع كل لاعب من الفريقين مبلغا والفائز ياخذ الحصيلة .... الا ان فتوى ظهرت من مكان ما ... فى وقت ما ... حرمت هذا .. وقالت انه لا يجوز اللعب على الفلوس ... فارتد الكثيرون اعقابهم للعب على المشاريب مرة اخرى .... وكأن المشاريب كانت توزع مجانا !!!!

لعبت فى الشوارع الكرة والعاب اخرى مثلما لعب معظم ابناء جيلى ... لم نكن مشتركين فى اى نادى .... بالرغم من سهولة الاشتراك فيها وقتها .... وتقسيط ثمن الاشتراك على المرتب للعاملين بالقطاع العام .... الا انها لم تكن من اولويات الاسرة .... لذلك عندما كنت اذهب مع اصدقائى لاحد النوادى كنت احس بالغربة وعدم الالفة .... وهو ما انطبع على حياتى بعد ذلك ..... الى ان جائت زوجتى والاولاد وغيروا من هذا التفكير الى غير رجعة ....... ولهذا قصة اخرى ... سأرويها ...... ( يتبع )


محمد شلتوت

الأحد، 10 مارس 2013

صانع البهجة ....

قليلون هم من نقابلهم فى حياتنا ..... قادرون على صنع البهجة ورسمها على شفاه ووجوه من حولهم  ......
قليلون هم من عندما نتذكرهم ترتسم البسمات على شفاهنا وتسود الراحة نفوسنا ...... هؤلاء أناس عاشوا حياتهم لكى يعطوا ..... لكى يمنحوا بلا مقابل أو فى انتظار رد ...... هم نوادر ..... قد نقابلهم صدفة فى مشوار الحياة وقد تمضى مواسم العمر من غير ان نقابل احدهم فيستحيل علينا تصديق وجودهم معنا فى هذا العالم ......

استرجع شريط الذكريات الذى امتد فتعدى طوله الاربعون عاما ... احاول ان استخرج منه مثل هذه الشخصيات فلا اجد ... ادقق واحاول فتعيينى المحاولة ... اسال الاصدقاء والاقارب فلا اسمع اجابة مقنعة ..... هناك الاخ .... الصديق .... الزميل ......هناك الشخصيات المحورية اللامعة ...... لكن صناع البهجة ..... شئ اخر !!!!
عز الزمان ان ياتى بمثلهم كثيرا ... هؤلاء شهب تضئ فترات قصيرة لتشتعل فتموت ولا يبقى فى اعيننا غير لهب احتراقها ... وجمال صورتها وهى تعبر سماء الدنيا سريعا من شرقها لغربها ....
مثل هؤلاء يظهرون فجأة ويختفون ...... يحترقون لكى يضيئوا وهم بداخلهم يموتون .... كل يوم ... كل ساعة ... كل لحظة ..... لكنهم فى كل احوالهم متكتمون لا يبوحون .... يعانون وحدهم .... هم يعرفون التفاصيل عمن حولهم ..... يداوون جراحهم .... يقفون بالجوار على اهبة العطاء ...... لكن ..... من يسمعهم ؟؟؟ من يقف  معهم ؟؟؟ من يقرأ احزانهم ؟؟؟؟ .......... لا أحد !!!!

بعد جهد جهيد وتذكر شديد ...... تذكرت شخصيتين من هؤلاء ..... شاهدت احدهم  ولم اقترب منه ..... وعايشت الاخر وتعاملت معه ...... ولولا وجودهم فى حياتى ورؤيتى لهم لاعتقدت مثلما يعتقد الكثيرون ان وجودهم خيال وان بقائهم محال فهم اقرب للاساطير من الواقع المعاش .....

اما اولهم فتعرفت عليه فى الصغر ..... كان مبهجا ... دائم الابتسام .... مثل شخصيات الكارتون التى نراها على شاشة التلفاز .....
لم اره قط غير باش الوجه ضاحكا حتى تسائلت كيف لهذا الوجه ان يحزن او يغضب ....
كان العم رنجو ( او هكذا كان اسمه ) هو سائق الطفطف  الشهير بمدينة راس البر ( ذلك الاتوبيس المفتوح السقف والاجناب والذى يلف المصيف من اوله لاخره فى نزهة مسائية جميلة ... صعب ان تنساها ) كان عم رنجو هو الاشهر فى راس البر بوجهه الاشهب وطيبته المتناهية  وبوق طفطفه الشهير والذى جعل منه سيمفونية جميلة ينتظرها الاطفال كل مساء ومن راس البر طاف عم رنجو بطفطفه كل مصايف الفقراء فى الثمانينات ذهب لجمصة وبلطيم وسمعت بوق طفطفه فى العريش قبل ان اراه فتيقنت بوجوده فى المدينة .....كان محبا لعمله وان قل دخله ... كان مبدعا فى ادائه حتى ولو لم ينل شهرة او منصب ..... كان يعتبر كل الاطفال ابنائه يخاف عليهم ويمطرهم بنصائحه فى الذهاب والعودة ..... كان صانعا للبهجة ... فليرحمه الله حيا كان او ميتا وليفرحه فى حياته ومماته مثلما افرحنا ورسم البسمة على وجوهنا .......

عند الالتحاق باى عمل حكومى تصطدم بتلك الشخصيات التى تصنع سورا من العظمة الزائفة  مبنية على اقدمية  فى العمل ورثناها عن نظام عسكرى لم يكتف بالتطبيق داخل المعسكرات بل مد نشاطه فعسكر مجتمعا باكمله وخنق الكفاءات ووأد الاحلام فى صدور اصحابها ...... فى بداياتك العملية يتعاملون معك وكانك لا زلت وليدا تحبو فى عالم لابد ان تعيشه مثلما يعيشوه ... كلهم خبراء .... كلهم  يتحدثون اليك بفوقية غريبة لا سند لها غير اقدمية بائسة .... اتفهم ان يحاولوا تعليمك خبايا العمل واصوله ..... الا ان بعضهم يعتقد انه قادرعلى تعليمك اصول الاشياء وابجديات الحياة .......!!!!! الا هو ..... فبرغم اقدميته التى تسبقنى الا انه كان اخا كبيرا عاقلا يعطيك النصيحة ولا يلزمك بها .....
اعرف الطيبون بسيماهم ...... اعرفهم بتلك النظرات الحانية .... والتعبيرات الرقيقة .... والقلوب الكبيرة .....
هذا ما وجدته عليه عندما رايته لاول مرة .... طيبا كنسمات الصبح .. رقيقا كفتاة خجول ..... يبادر للمساعدة حتى ولو لم تطلبها منه ..... يتصل بك فى غرفتك ليطمئن عليك وانت اساسا لا تعرفه ولم تسافر معه من قبل !!!! يبادر بتعريفك تفاصيل المدينة من غير ان تسأل ..... تجد فى حقيبته كل شئ ... كل شئ .... ما تتوقع وما لا تتوقع ..... كبابا نويل فى حكايات الطفولة .... كم انقذتنا حقيبته العجيبة فى مواقف  لم نكن نتوقع اطلاقا انها تحوى ما نريد ونبحث !!! كانت كاميرته الشهيرة دائما جاهزة ...... لتصوير لحظة سعادة او لقطة لن تتكرر .... يتحفنا بصوره الرائعة التى يتركها لنا كهدايا عيد الميلاد فى كشك الشنط  لنتذكر اياما مرت فى حياتنا .... هو اول من يعلم .... انها لن تعووووود .........
يا الله ..... سافرت كثيرا وقابلت بشرا اشكال والوانا من كل جنس ودين ولغة ... الا اننى لم ارى مثيله واعتقد ان العمر سيمر ولن ارى شبيها له ...... اتحدث عن الزميل الجميل  .... ياسر الابراشى
اللهم كما افرحنا ...... فافرحه فى غربته وعزلته ومرضه
اللهم كما ابهجنا ...... خفف عنه ..... وعنا
اللهم ارسم البسمة على شفاهه ..... كما رسمها على شفاهنا جميعا  .......

محمد شلتوت

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

القهاوى ....... حكاوى !!!!


حتى يوم دخولى الجامعة لم اكن قد جلست يوما على مقهى ..... وكان المفهوم العام عندنا فى الاسرة ان من يجلسون على القهاوى هم من الصيع ارباب السوابق ..... يشربون فيها اشياء تخالف القانون ...... كان كلمة المقهى بالنسبة لى مرادفا لكلمة البار ...... وكنت انظر بازدراء شديد لاصدقائى الذين يجلسون فيها .......
حتى جائت اول سنوات الجامعة وبدات فيها القراءة لنجيب محفوظ وانفتح لى عالم المقاهى وكأنه عالم سحرى لم اره من قبل ...... فى السنتين الاولى من الجامعة لم اترك قهوة فى نواحى جامعة القاهرة الا وقمت بارتيادها وعلى هذه المقاهى
رايت شباب الحركة الطلابية وفرق التمثيل الخاصة بكل كلياتها .....رايت على هذه المقاهى ... الهاجع والناجع والنايم على صرصور ودنه .......

 

جلست على مقاهى بعدد شعر راسى ابتداء من قلعة الكبش التى ذهبت اليها لاعمل باحد المشاريع الخاصة بالاثار وحتى مقاهى فنادق الخمسة نجوم والتى كنت اذهب اليها مدعوا فأنا لا املك رفاهية ولا قلب دفع مبلغ كبير فى دخان لا يفيد .... فما بالك بانه يضر ......
المقاهى البلدى هى غاية ما احب ..... لا اعترف بتلك الكوفى شوب والتى اصبح بعضها كمواخير وعلب ليل مليئة باصوات الموسيقى العالية والبنات التى تلبس ما يفضح اكثر مما يستر ..... تتملكنى تلك المقاهى البسيطة الطيبة التى لا تقدم الكوكتيلات و شيشة الكريز والكانتلوب ولا تعترف الا بالشاى والقهوة والعناب مشروبا رسميا ولا تقدم غير المعسل العادة .......

المقاهى فى مصر اشكال وانواع ...... ففى دمياط مثلا قليلا ما تجد دمياطيا يجلس صباحا على القهوة .... كما انهم لا يعترفون بالبقشيش .....
صعيد مصر فقير ..... المقاهى فقيرة كأهلها..... لكن الطيبة والجدعنة تعوض كثيرا مما تفتقده
اما الاسكندرية ...... فانا اعتقد ان مقاهيها من افضل مقاهى العالم ..... ربما الجو .... الروح .... جودة المقدم اليك ..... الاسعار...... لا اتحدث بالطبع عن مقاهى الكورنيش الفاخرة
فى شرم والغردقة ...... حدث ولا حرج ..... فالسرقة هناك عينى عينك ..... ويتم التعامل معك على انك سائح أسير ...... وإن كان المصريون العاملين هناك قد حلوا مشاكلهم مع اصحاب العديد من مقاهى السوق القديم واصبح لهم سعر خاص .......


خارج مصر بدأت فى السنوات الاخيرة انتشار المقاهى العربية فى العديد من الدول الاوروبية وغيرها كنتيجة طبيعية لتزايد اعداد العرب فى تلك البلاد ...... وان كنت عن نفسى لا اطيقها حيث تشعر وانت تجلس فيها انك تقوم بالتمثيل وان القهوة عبارة عن لوكيشن تصوير وان كل ما فيها من بشر وحجر غير حقيقى ......القهوة عندى تعنى مصر ...... حلوان – المقطم –بلطيم – قلعة الكبش – السيدة نفيسة – سور مجرى العيون – شارع القصرالعينى – سيدى بشر– اسوان - .......... هى تلك القهاوى التى تمتلأ بخبطات احجار الدومينو على طاولات الزبائن وقرقرة الشيشة وطقطقة الفحم والخناقات الممتعة ذات الافيهات اللاذعة حول ماتش كورة او موقف سياسى ...... هذا هو مفهوم القهوة عندى
.....
 

من اغرب الحكايات التى صادفتنى اثناء جلوسى على المقاهى ......هى حكاية حدثت معى باحد المقاهى الاصطناعية فى مدينة بانكوك التايلاندية – ولمن لا يعرف بانكوك فهى مدينة الموبقات الاولى فى العالم ....... وضع تحت الموبقات تلك الف خط وخط والموبقات هى كل ما تتوقع او لاتتوقع من شر فى هذا العالم الكبير العجيب ......
فى بداية زياراتى لمدينة بانكوك كنت لا اعرفها جيدا وقادتنى قدماى لاحد مقاهى الحى العربى هناك لاكسر ما احس به من غربة وحنين للوطن وقهاويه ....... واذ فجاة دخل المقهى فتاة ممشوقة القوام ترتدى الزى الخليجى وبرقعا يغطى وجهها ...... ومن بين كل طاولات المكان لم يقع اختيارها الا على طاولتى واقتربت وهى تنظر لى مباشرة بعيون واسعة كاحلة سبحان من ابدع خلقها وتسالنى فى صوت ساحر ........ ممكن اجلس ؟؟؟؟؟ رددت وانا اتلفت لعلها تكلم احدا اخر ...... اه طبعا اتفضلى !!!!
ردت بدلال : اسفة جدا .... بس انا لوحدى لمدة ساعتين .... اهلى بيسووا شوبنج ..... ومصدقت لقيت واحد عربى .... قلت اتكلم معاه شوية!!!!
- تلفت ورائى فوجدت كل من يجلس من العرب ...... قلت مش مهم ..... يمكن مش واخدة بالها !!!! فرددت قائلا..... لا ابدا اهلا وسهلا .....
هى - تحب تشرب ايه ؟؟؟
انا - لا والله ابدا ..... ده واجب علينا .......
      هى - لاااااااااا   انا لازم اعزمك ...... انا اللى اتطفلت عليك ......
وقامت بنداء الجرسون بسرعة وقالت له ان ياتى بما اريد ....... وعندما سألها عما تريد ان تشرب ..... سألته ..... عندكم كحول ؟؟؟؟
رد الرجل.....لا معندناش .... بس فيه بيرة !!!!
- خلاص هات واحد بيرة وشيشة تفاح ........
كنت اراقب الموقف وانا فاتح فمى ويكاد العرق يغرقنى ....... كيف ساجلس مع واحدة بتشرب بيرة ..... وكمان هتشد حجر وانا قاعد معاها .....ايه الجو ده يا ربى ؟؟؟ طب امشى !!! اسيبها واجرى !!! اثبت يا محمد اهى مصيبة وحدفت عليك ..... اصبر كلها نص ساعة وهتغور فى داهية ..... وبعدين يعنى ياما دقت على الراس طبول .... مش دى اللى هتاثر فيك ..... المهم جائت الشيشة وجاء معها المشروب ......
سألتها ...... هوه انتى متعودة على الشرب ؟؟؟؟
فردت ....لا ابدا انا باشرب بس لما ابقى مبسوطة ..... وانا النهاردة مبسوطة قوى انى شفتك ...... نيهاهاهاهاههاهااهاهاهاه
- سالتها .... ايه يا ستى ده ...... هوه انتى تعرفينى ؟؟؟؟
- فقالت .... فيه ناس مش لازم تعرفهم عشان تستريحلهم ......
آه ..... بقى الموضوع كده ..... ده ايه النهار الكوبيا ده ...... بدات مشاهد فيلم الحب فى طابا تتداعى للذاكرة .... لكن التفاصيل هناك كانت مختلفة تماما ..... كمان مكانش فيه قهوة فى طابا ...... والجو هناك كان كله مايوهات .... هنا العملية غامقة شويتين ..... اخذت افكر كيف انتهى من هذا المطب ..... الى ان حدث ما لا يتوقعه عقل .... وما عجز عقلى وقلبى عن استيعابه
...... ما ان وضع الجرسون الشيشة امام السيدة الا ووجدتها قد وضعت ساقا على الأخرى وقامت بازاحة البرقع عن وجهها لتشرب الشيشة ...... هنا حدثت المفاجاة .......تخيلوا ماذا حدث ؟؟؟؟؟....... لقد وجدت شابا مكتمل الرجولة ...... وشنبه من نوع شنب سمير غانم ..... وشعر صدره عامل جنينة ولا جنينة رشدى اباظة .........  يا نهار اسود ...... صرخت فيه ...... انت مين يا عم الحج ؟؟؟؟ فرد بدلع ..... انا كمال ......
- كمال مين يا بنى؟؟؟؟ وعامل فى نفسك كده ليه ؟؟؟؟
- فرد بنفس الطريقة .... اكل العيش يا باشا ........
- باشا مين الله يخرب بيتك .....
- رد مبررا .... الغربة وحشة يا باشا .......
- غربة ايه ؟؟؟ ونيلة ايه .؟؟؟
قمت بسرعة وانا الملم اشيائى وهو يتودد لى قائلا .... طب اقعد معايا شوية !!!
- ياعم غور فى ستين داهية.... اقعد فين ..... الله يحرقك  
وما ان بدات اتحرك الا ووجدته يصرخ فيا بصوت رجولى قوى .......طب مش هتدفع الحساب ولا ايه يا كابتن .......

 
محمد شلتوت

الأحد، 22 يوليو 2012

حلوة يا بلدى .....

الساعة تقترب من الواحدة صباحا واليوم هو يوم رؤية هلال شهر رمضان الكريم وانا وزوجتى قد اتفقنا على الخروج مساءا لشراء ما نقص من مؤونة رمضان والاولاد لاول مرة ينامون مبكرين فى هدوء بدون خسائر فى البيت او اصابات كبيرة فى الاجسام..... كل هذا جعلنى امدد جسدى على الفراش وانا قرير العين والانف والاذن والحنجرة
...... وبما ان بقاء الحال من المحال ..... واغلب لحظات الهدوء والسعادة تمر سريعا وبغتة ......
فقد باغتنى تليفون قادم من زميل لى فى مكتب تشغيل رحلات الضيافة يقول لى
- ..... اجهز يا محمد وحياة ابوك احنا عايزينك على رحلة ناقصة ولازم تطلعها.....!!! حقيقة لم استطع الرد لسببين ....
اولهما عنصر المفاجاة ...... ثانيهما لانى احمل تقديرا كبيرا لهذا الشخص لانه ساعدنى كثيرا اثناء تجهيز رسالة الماجستير الملعونة والتى جعلتنى مدينا بكثير من المجاملات لمن اعرف ولمن لا اعرف .......!!!
رددت بعد ان تماسكت قليلا ..... طيب ... الرحلة فين ؟؟؟

- الرحلة يا سيدى الاقصر- الكويت
قلت فى نفسى ...طب الحمد لله مقدور عليها ..... فاكمل كلماته القاصمة .....يوم فى الاقصروثلاثة ايام فى الكويت هتشتغل فيهم سوهاج واسكندرية !؟؟؟!!!

- يا نهار ابيض .... ايه ده يا عم الحج ده ..... كده اول يومين فى رمضان بره البيت .... حرام عليكم والله ....
- معلهش يا محمد .... الموسم شديد وانت سيد العارفين ....يلا وضب نفسك ....انا اتفقتلك مع العربية ..... هاتفوت عليك كمان ساعة ......
- ايه ده ؟؟ يعنى مش هاكمل نومى !؟؟!... حرام عليكم ......

.................. لم اسمع ردا غير صفير فى الجانب الاخر

وصلت الى الاقصر والمدينة تستقبل صباحها بجو ينبئ بحر شديد وان كان لا وجود للرطوبة واثناء انتقالنا للفندق رايت شوارع المدينة وقد تزينت استعدادا لرمضان..... الفوانيس .... الورق الملون ... افرع الاضواء الكهربائية التى تزين الاشجارومداخل المنازل ...... رمضان هو رمضان فى اى مكان فيكى يا مصر ..... وقت ثورة مش ثورة .....

فيه سياحة مفيش ..... فيه فلوس مفيش ..... هو رمضان بنفحاته المباركة التى تظلل مصر كلها ......

ارتميت على سرير الغرفة والتى جعلها التكييف مكان مثالى لنوم عميق اكمل فيه ماانقطع واستعد فيه لرحلة فجرية فى الغد للكويت العاصمة ......
استيقظت وكانت الساعة تشير الى السادسة مساءا ..... تعجبت كيف مضى النهار كله وانا فى هذا الثبات العميق ..... الا ان ما احسست به من انتعاش وهدوء جعلنى اسامح نفسى على انها جعلتنى انام كالبعير مدة تقارب النهار كله .......
ارتديت ملابسى وقررت الجلوس فى تراس الفندق الفخم والمطل مباشرة على النيل ويكاد يقترب منه جدا حتى تحس كانك تجلس فى احد القوارب الصغيرة التى تقطع المشهد امامك جيئة وذهابا
المنظر خرافى .... مهما حكيت لكم لا استطيع وصفه .... النخيل على ضفة النهر كانه مرسوم فى لوحة ربانية عظيمة ..... المياه تجرى فى هدوء وسكينة ..... تجعل ضغط دمك يهبط دون ان تشعر ..... اصوات العصافير التى عادت من رحلتها الصباحية والساكنة فى تلك الشجيرات المتناثرة حول ضفة النهر تضيف للمشهد خلفية موسيقية عظيمة ......
اخذنى المشهد وقتا لا اعرف كم منه قد انقضى ولكننى افقت على انوار البر الغربى وقد بدات فى الانارة لتضئ وادى الملوك لتحول المشهد كله لجو اسطورى ..... جعلتنى اردد بصوت ظاهر الله .... الله ..... ايه الجمال ده !!!
قطع صوتى صوت الصمت المهيمن على المكان وادار السياح الموجودين – وهم قلة – رؤوسهم نحو الصوت وجاء ناحيتى الفتى المسؤول عن المشروبات قائلا ....
- فيه حاجة ... حضرتك ... تؤمر بحاجة ؟؟!!!
- قلت فى تاثر ...... ايه يا عم الجمال ده ؟!! هوه فيه كده فى الدنيا !!والله العظيم انا لفيت الدنيا مشفتش كده !! ايه الحلاوة دى .....
ابتسم الفتى الاسمر ..... ورد قائلا ..... وعارف بعد كل ده نسبة الاشغال فى الفندق كام ؟؟؟...... لا تتعدى العشرة فى المائة ..... واللى قاعدين قدامك دول .... جايين هنا بتراب الفلوس ..... يعنى واكل ....شارب ... نايم ....بالمزارات ....بالاتوبيسات .... بالطيارة رايح ...جاى ...باقل من اللى بيدفعه فى بلده والنبى مش ده حرام .....!!!
لا تستطيع ان تدخل مناقشة وانت تعلم تماما ان من تناقشه على صواب مائة بالمائة ومهما قلت له عن الاحوال السياسية والاقتصادية وان اللى جاى احسن ان شاء الله......
الا ان الناس لا تعيش غير يومها .... هى لا تهتم بالمستقبل لانها لا تعرفه.... كما ان كثرة الضربات جعلتهم لا يثقون به كثيرا .... ويحاولون ان يتناسوا الماضى ... حتى لا يتذكروا مراراته .....
انهيت اليوم بجولة فى البلد .... وختمته على مقهى بلدى فى احد الحوارى
..... استقبلنى شاب بالترحاب وهو يقول اهلا بالقاهرة واهل القاهرة.... سالته انت عرفت ازاى انى من لقاهرة ؟؟؟.....
رد بذكاء .... يا استاذ من اول ما تدخل عليا من باب القهوة اعرف جنسيتك على طول !!!! يبقى مش هاعرف انت منين فى مصر .... دى سهلة قوى .....
طلبت النارجيلة واثناء انتظارها لاحظت وجود سيدة عجوز اوروبية الملامح تجلس على الكرسى المقابل وتتحدث العربية بلكنة مصرية فائقة ..... عندما اتى الفتى بالشيشة سالته عنها .....
قاللى آه .... دى الحاجة فيكتوريا ..... دى واحدة انجليزية عايشة هنا من اكتر من عشرين سنه ومش عايزة ترجع بلدها وبتحب الاقصر مووووت والعيال هنا سموها الحاجة فيكتوريا يمكن عشان انجليزية ...... بس حق ربنا يا ستاذ .... ست طيبة جدا .... وخيرها على لصغير والكبير ..... ولما بتغيب بنسال عليها وهيه كمان بتسال علينا وتودنا ..... تقدر تقول بقت عشرة عمر ..... ضحكت فى داخللى ..... وادركت انه مهما حدث فلن يستطيع احد ان يغير مصر..... مصر قد تمرض ...... لكنها لا تمووووووت ......

يتبع ..... رحلة للكويت
محمد شلتوت

الجمعة، 11 مايو 2012

أخيراااااااااااااا......!!!

تم بالامس الموافق الخميس العاشر من مايو 2012 بكلية السياحة والفنادق - جامعة حلوان مناقشة رسالة الماجستير الخاصة بالباحث / محمد ابراهيم شلتوت وعنوانها ....

( اهمية الانشطة التجارية فى تعظيم ايرادات المطارات )

الشكر كل الشكر لاولئك الذين احاطونى بمشاعرهم الرقيقة سواء حضورا اواتصالا او كتابة ..... ويعلم الله اننى لا استحق كل هذا فمهما قدمت لن اوفى حقهم علي ......
ويتبقى شكر اخير ..... لكل من علمنى حرفا طوال حياتى .... دعاء للاحياء منهم بطول العمر والصحة والستر .... ولمن فارقنا بجسده الرحمة والمغفرة ......... اللهم ارحم من علمنى ....... اللهم ارحم من علمنى
.

محمد شلتوت

الخميس، 19 أبريل 2012

ادينى عمر .... !!!

تظل مسالة الموت والحياة بالنسبة لى مسالة قدرية لا دخل للانسان فيها ... مهما تقدم البشر ومهما بلغ الطب مستويات كان الانسان يظن الوصول لها صعب المنال ......
فقدت اثناء حياتى القصيرة الكثير من الاصدقاء ممن كنت احسب اننا سنكمل مشوار الحياة معا ومازلت اقابل اناسا كنت اظن ان الحياة لن تطول بهم ..... فاسمع صوت يتردد داخلى ان الاعمار والارزاق بيد الله ........ وحده
كنت طفلا عندما فقدت امى فجاة فهى لم تكن كبيرة سنا كما لم تكن تعانى مرضا عضال ..... اختفت فجاة من وسط حياتنا ذات مساء فاحدثت زلزالا لا زالت توابعه تهزنى حتى اليوم ...... الا اننى تعلمت يومها ان الموت احيانا كثيرة لا تكون له مقدمات كما ان الحياة .... ليست لها اسباب !!!

على الطائرات نرى حالات كثيرة تسافر من اقصى الارض لاقصاها املا فى علاج اوبحثا عن دواء وقد تعود بعد كل هذا الجهد والمال فى باطن الطائرة وليس على مقاعد الركاب وكذلك رايت حالات يظن الواحد منا انها مسافرة لتلقى ربها فاذا بها بعد شهرتفاجئك فى رحلة العودة والصحة تعلو وجهها وضحكاتها تملئ ارجاء الطائرة !!!


الا ان اغرب ما سمعت فى حياتى تظل قصة حكاها لى احد الاقارب وكان يعمل مديرا باحد مصانع القطاع الخاص ....... وذات يوم كان يقوم بزيارة احد عمال المصنع الذى تدهورت حالته الصحية فجأة فتم نقله لاحد المستشفيات القريبة وبينما هو جالس مع الرجل ويدعى عم محمود والذى كان فى شبه غيبوبة اتى الطبيب المعالج وطلب منه الكلام على انفراد فقام الرجل معه فاخبره الطبيب ان عم محمود لم يتبق له فى دنيانا غيرايام قليلة ..... والافضل له ان يقضيها وسط ابناؤه بدلا من البهدلة والموت بعيدا عن اعين الاقارب والاحباب ..... فاكد قريبى هذا على رايي الدكتور واخبره انه سيحاول ان يخبر عم محمود بهذه الحقيقة ولكن بطريقة لطيفة حتى لا يشعر الرجل بان الحالة قد وصلت للنهاية .......رجع قريبى لعم محمود فوجده قد استرد وعيه قليلا وفتح عينيه وقال فى صوت متهدج ......ارجوك يا بيه انا عايز اخرج من المستشفى دى !!! انا حاسس انى لو كملت هنا هاموت !!! انا عايز ارجع بلدنا !!! ادينى اجازة اسبوع !!!اسبوع بس يا بيه ... فرد الرجل عليه ..... اوامرك يا عم محمود احنا يهمنا صحتك ... لو عايز تخرج من المستشفى احنا تحت امرك ...... ولو عايز اجازة معندناش مانع خد اسبوعين وهنخللى عربية الشركة توصلك للبيت كمان ...... المهم ترجع لنا بالسلامة وترك الرجل عم محمود بعد ان نظر فى وجهه طويلا وكانه يتطلع فيه لاول مرة فالله وحده اعلم هل سيراه ثانية ام لا ؟؟!!.................. مرت الايام وتلقى قريبى هذا مكالمة تليفونية بعد اسبوعين من عم محمود فاستشعر بان نهاية الرجل يبدو انها قد اقتربت جدا ...... لكنه مع بداية المكالمة لاحظ تحسنا كبيرا فى صوته ....... فساله عن الصحة فقال له انه الحمد لله قد بدء يتعافى فساله ان كان يستطيع ان يقدم له اى خدمة ......
فسكت الرجل قليلا ثم قال انه يريد فقط ان ياخذ اسبوعين اخرين اجازة حتى ولو بالخصم !!!!!!!!!
فساله قريبى هذا عن السبب ...... فرد الرجل بانه سيقوم بالزواج خلال يومين ؟؟؟!!!!!!
فساله قريبى ؟؟؟ هوه مين اللى هيتجوز خلال يومين؟؟!!!
فرد عم محمود ..... انا يا بيه هتجوز بعد يومين
ذهل الرجل ورد قائلا ...... لا حول ولا قوة الا بالله انت هتتجوز ؟؟؟ ازاى يا عم محمود .... ده انت هتموت يا عم الحج ؟؟!!
عم محمود : فال الله ولا فالك يا بيه .... الحمد لله انا زى الفل
المدير : يا سيدى ربنا يديك طولة العمر ..... بس ازاى ؟؟!!
عم محمود : هتقول لربنا ازاى يا سعاة البيه !!؟
المدير : لا اله الا الله ونعم بالله يا سيدى مفيش راد لارادة ربنا
عم محمود : يعنى انت موافق على الاجازة يا باشا
المدير : موافق يا سيدى .... موافق ..... انت متاكد انك عم محمود سيد
عم محمود : ايوه والله يا بيه انا محمود سيد ...... على العموم يا باشا الف شكرعلى الاجازة وياريت تيجى
المدير : اجى فين ؟!!
عم محمود : الفرح يا بيه ...... ده انت تشرفنا
المدير : اقفل السكة يا راجل انت وروح اتجوز ولا روح اتعالج ....... المهم متغيبش بعد الاجازة
ويحكى قريبى هذا ان الرجل امتد به العمر وانجب من زوجته الجديدة ....... ترك قريبى العمل بهذه الشركة بعد فترة الا ان علاقته بعم محمود استمرت والذى كان كلما اتصل به فى المواسم والاعياد يقول له فى لهجة صعيدية محببة ........ والله العيال يا باشا بيبوسوا ايديك
فيرد قريبى عليه : يحى العظام وهى رميم ......... فعلا ادينى عمر ...... وجوزنى !!!!

محمد شلتوت