قال الملك دبشليم لوزيره وفيلسوف عصره بيدبا الحكيم ......احكى لى يا بيدبا عن العدل....وكيف يتحصل عليه ؟؟ وهل العاقل يصبر حتى يصير الصبر ضير ؟
قال بيدبا الفيلسوف : علمت يا مولاى ان فى ارض النهر الكبير كان هناك قطيع
من الاغنام يعملون فى حقل احد الذئاب وانه فى الغدو والاياب يلهب ظهورهم
بالسياط ونفوسهم بالسباب ...... فمات منهم من مات ومن بقى اصبح لا يجد
الفتات ......حتى اذا ما استحكمت القضيه واصبح الموت افضل من حياة ردية
خرج منهم من يقول .....وهل نصبر لامد يطول؟؟ قالوا لا ....استحاله!!
فلنشتكى لملك الغابه ...فهو القوى ذو المهابة ....وذهبوا اليه خاضعين ...خائفين
يسترجون عطفه طالبين .....ان يعدل بين الفقير والامير والصغير والكبير
فضحك الاسد ضحكة ارعبتهم وفى الارض ثبتتهم وقال لهم وهو يستخف جمعهم
والوقت الذى اضاعه بينهم .......ومن جعلكم صغارا الا صغر نفوسكم ؟؟ وكثرة
صبركم وتلذذكم المهانة والخنوع والاستكانه وما قوة النمل الا فى تجمعه وما ضعف الجدار الا فى تصدعه ......اذهبوا
وصرخ فيهم صرخة زلزلتهم فانقطع خلف اولهم ودابر اخرهم وانطلقوا يتجمعون ويتباحثون ويتشاورون .......ذكور القطيع يتناقصون واناثهم عليهم يولولون .........
حتى قال قائل منهم : فلنذهب للفيل فهو الضخم ذو الخرطوم
الطويل ......فلموا ما تبقى منهم وذهبوا اليه يتكلمون من تحت قدميه
فنظر اليهم باستعلاء ولسان حاله يقول يا بلهاء .....ماذا اتى بكم ؟؟
قال القطيع ...اتينا اليك وانت لا يضيع الحق لديك ان ترجع حقنا وتعلى شاننا
وتمنع ظلمنا ......قال وما شانى بكم ؟؟ انتم قطيع !! ابناء قطيع !!
افيل يناصر اغنام !! شئ فظيع ...شنيع فردوا عليه .. وما بال العدالة؟؟
فضحك ضحكة اطارت خرطومه وجعلت الماء يرتد من فمه الى بلعومه ....
العدالة ؟؟؟ لا يستحقها الا من طلبها ومن طلبها عمل من اجلها .....اذهبوا !!
ورفع خرطومه امامه فانطلقوا قبل ان تدوسهم اقدامه او ان يكونوا تحت اسنانه
وتجمعوا وتشاوروا وتباحثوا ذكور القطيع يتناقصون واناثهم عليهم يولولون
حتى قال قائل منهم فلنذهب للكلاب .......فهم الاوفياء الالباب .....فلموا ما تبقى
منهم وذهبوا اليهم املهم بين يديهم ان يجدوا عند الكلاب ما فقدوه فى ايام العذاب
فلما اتوا ديارهم ....سمعوا نباحهم فنادوا اليهم ...فردوا عليهم ....ماذا تريدون؟؟
فقالوا : نحن القطيع نريد العدالة ...نريد الامان ....
نعمل عند الذئب الجبان ونخشى غدر الزمان .....اتيناكم ايها الكلاب ونعرف عداوتكم للذئاب ....
انتم الامل ...انتم الاصحاب ...انتم الاحباب
فرد الكلاب : الاصحاب.........الاحباب ؟!!
آه يا صناع الصوف ....يا سكان الخوف يا جبناء ....وهل ياتى الحق بالاستقواء؟؟
وهل ياتى الحق بالاستعداء ؟؟
لا ياتى الحق جليا الا ...للشرفاء
من جاعوا يوما او شهرا
ما مدوا اليد للاستجداء
ما باعوا صديقا او خلا من اجل طعام او ماء
لا ياتى الحق لخرفان
باعوا الصبح ....من اجل مساء
ونبحوا فيهم نبحة زلزلتهم فخرجوا يجرون فى كل اتجاه ..لا تعرف فيهم الخروف من الشاه
......وانطلقوا يتشاورون ويتباحثون ذكر القطيع يتناقصون
واناثهم عليهم يولولون......حتى قال قائل منهم ......فلنذهب للذئاب !!!!!
نعم فلنذهب للذئاب !! فالذئب منهم ...نفس الذيل ونفس الراس ...ونفس الناب
ونشتكيه اليهم .....ولن يستطيع الرد عليهم وبذلك ناخذ حقنا ونرحم ضعفنا
فهبوا جميعا للذهاب الا واحد اخذ يصرخ فيهم : اتذهبون للذئاب ؟؟؟
ايمنحكم الذئاب ما منعكم الذئب ؟؟ يا بلهاء ...... افيقوا !!
فقالوا : اصمت .......انت دائما مشاغب ......تريد المتاعب ...الذئب لا ياخذ بالقوة
الذئب ....ذئب .....ونحن قطيع
قال : فلنتحد....ولو مرة واحدة
قالوا : ولا مرة .....مالنا والذئب !!
قال : الذئب ضعيف امام القوة
قالوا : القوة ضعف امام الذئب
قال :ارجوكم ....اسمعوا كلامى
قالوا : تكلمت كثيرا ....هيا للذئاب
قال : انها النهاية ...لن يرحموكم
قالوا :سترى ان الحق لن يرجعه الا الذئاب
قال : الحق لن يرجعه سوى القطيع
الذئاب ....القطيع ....الذئاب .....القطيع .....الذئاب ....القطيع ...الذهاب للذئاب
هيا.....هيا.....الذئاب سترجع حق القطيع
قال الفيلسوف بيدبا يحكى للملك دبشليم...... ومازال الخروف ينتظر القطيع يوما بعد يوم.....وعاما بعد عام ........وهم لا يرجعون
القطيع والعدالة
كقصص كليلة ودمنه
محمد بن شلتوت
بس مش عارفين مين الذئب ؟؟؟ ومين الفيل ومين الكلاب ؟؟
ردحذفمين الذئب طيب
ردحذفشكرا شكرا شكرا
شكرا
زفات
موقع زفات
زفات راشد الماجد
زفات حسين الجسمي
اغاني زفات
زفات محمد عبده
زفات اسلاميه
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف