الأحد، 22 يناير 2012

ذكريات ..... (2)

كل يوم كنا نصحو وهناك خبر مريع اما يفاجئنا على شاشات التليفزيون او نقرأه على صفحات الجرائد ..... حوادث فظيعه ..... قتل مع سبق الاصرار لفنانه وياخذ صاحبها 15 سنه سجن !!!!..... قتل شاب فى الاسكندريه على يد مخبرين فى قسوة بالغه وصورته قبل وبعد مقتله تقطع بسكاكين فى القلوب ....... حريق فى مسرح يتحول لمحرقة عظيمة ..... قطار يحترق وعدد القتلى غير معروف حتى الآن !!! سفاح يقتل عدد لا بأس به من البشر وفى النهاية نكتشف انه مختل !!!..... احتقان متصاعد بين المسلمين والمسيحين تنتهى بمصيبة وفى النهاية تلجأ الدولة للحل العرفى !!!..... ليست هذه جرائم عادية تمر مرور عاديا لكن كل جريمة منهم تهز اى دولة محترمة وتقيل حكومات من الوزن الثقيل الا ان الوضع فى بلادنا كان يمر مرور الكرام وكأن شيئا لم يحدث !!! ........ .
الا ان هناك حادثتين بعينهما ارى انهما كانتا ذات تاثير كبير على الناس ...هما
حادثتى ...... العبارة ومقتل خالد سعيد

كانت حادثة العبارة حادثة غير عادية ..... كان حدوثها مباشرة بعد فرحة عامرة بالفوز بكاس الامم الافريقية واعتقد ان كثير من المصريين قد اصابهم تانيب ضمير شديد ...... كان المصريون سهارى حتى الصباح يحتفلون بالفوز فى مباراة كرة قدم والآلاف من ابناء وطنهم يصارعون الموت وسط هدير امواج فى ليل مظلم ساعات وساعات لم يتقدم لهم احد لينقذهم ..... كانوا يستصرخون السموات بين امواج كالجبال وصقيع تتجمد له الاطراف ...... كنا ننام فى بيوتنا الدافئة واكثر من الف مصرى يموتون موتا بطيئا وهم يلعنون الظلم والفساد والمحسوبية والرشوة والاحتكار الذى اركبهم عبارة مضى زمانها لكى تغرق بهم وولاة الامور ينامون ملئ جفونهم وقواتنا التى لا تقهر لا تتحرك قيد انملة لانقاذ ارواح كرمها الله واهانها الانسان بجبروته وغطرسته وديكتاتوريته ........
لا اشك لحظة ان دعوة مظلوم يواجه موجة عاتية بايدى عارية قد انهكت حتى استسلم لقدره فرفع راسه ليواجه سماء مظلمة ليدعو ربه فيمن ظلمه فتقبلها الله وان ارجأها ليوم معلوم ....... الله يمهل ولا يهمل حتى اذا اخذ ...... اخذهم اخذ عزيز مقتدر

ملحوظة : لم تعلن مصر الحداد الرسمى على مقتل اكثر من الف مصرى فى كارثة لم يماثلها فى العالم الا حادثة تيتانيك !!!! بينما اعلنت الكثير من القنوات التليفزيونية الحداد عند وفاة حفيد الرئيس ( رحمه الله ) ثلاثة ايام نفاقا وتزلفا للرئيس !!!!!

الحادثة الثانية هى حادثة مقتل خالد سعيد ( رحمه الله ) ودون الدخول فى تفاصيل حياته الشخصية ومهما كان ما له وما عليه الا ان ما اصاب المصريين بالرعب هو طريقة موته وصورته المنشورة بعد مقتله ...... كان الفارق رهيبا ..... صورة ملائكية لشاب فى مقتبل العمر... يبتسم ابتسامة خفيفة وكانه ينظر لمستقبل واعد .....صورة لشاب مثل الملايين من الشباب الذين يسميهم المصريين ( اولاد الناس ) لم تكن صورة لبلطجى او مسجل خطر لم يكن بوجهه ندبات او جروح ..... باختصار كانت صورة تماثل صوراخواننا واقاربنا واصدقائنا ..... كان بالنسبة لنا كانه صديق قديم .... نعرفه .... شاهدناه من قبل ..... لا نعرف اين ؟؟ ولكننا نعرفه .....
ثم صورة بشعه لشاب قد تم تشويه وجهه تشويها شديدا لدرجة انك لا تستطيع الربط بين الصورتين .... خفنا كلنا من ان يكون الدور القادم علينا .... على اخى .... على زميلى ..... على جارى..... لهذا تعاطفنا تعاطفا صادقا........
كان الغضب يتصاعد والغليان يتزايد وظلام الليل يتراكم .......
كنا نجلس على المقهى فيذكرنا صديقنا الاخوانجى بالاية الكريمة .......( إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيب )
يتبع ........

محمد شلتوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق