ها هو عام قد مضى بخيره وشره …… بحلوه ومره …… هدأت النفوس تارة وثارت تارة اخرى .....
لكننى عندما انظر الآن لتلك الايام وقد صارت ماضيا اشعر شعورا مختلفا عما كنت احسه وقتها ..... تداعت الذكريات فى نفسى وخفت ان ينسى العقل التفاصيل بمرور الايام والاعوام فاجبرته على كتابة ما عايشته وما مر بى لعل ما كتبته يفيد يوما او يجعلنى أذكر تفاصيل ما نسيته فاحمد الله على مشاركتى فيه ….. او اعض بنان الندم وابتلع غصة لا اشك انها ستقف فى حلقى …… اذا ما مد لى الله العمر لارى !!!
كانت الحياة تسير مملة بطيئة ….. البلاد في الفساد تغوص بسرعه …. لا تستطيع انهاء مشوار فى اى مصلحه حكومية او حتى خاصة بغير الدفع الفورى ….. اقسام الشرطة تحولت لسلخانات والاهانات اليومية من الضباط اصبحت شيئا عاديا تعودت عليه الغالبية …..
يعمل الجميع حساب ان يقوموا بانهاء اى مصلحه داخل الاقسام او اى جهة تابعة للداخلية مخافة المهانه او الاذلال ولابد من البحث عن قريب او واسطة او رشوة حتى تنتهى مصلحتك بدون مشاكل !!!!
احد الاصدقاء الذين يسكنون مدينه 15 مايو القريبة من حلوان والتى يقطن فيها بجوار قسم الشرطة اقسم لى انه يبحث جديا عن سكن اخر لانه كل يوم ينام ويصحو على صوت ضرب المحبوسين وصراخهم والشتائم القذرة التى يتفاخر بها الضباط والامناء …. وحكى لى عن تسلق احد المحبوسين برج الاتصالات المقام داخل القسم عاريا تماما مهددا بالانتحار بعد ان امتلأ جسمه بالجروح من الضرب اليومى …….( تم حرق هذا القسم قبل الثورة بسبب قيام الضباط بضرب طالب بالكلية الحربية واهانته هو ووالده ولان لا احد يستطيع الوقوف امام الشرطة استعان الطالب بزملائه من طلاب الكلية الحربية ودمروا القسم تماما
معاملة سيئة للجميع لا تفرق بين شيخ كبير او سيدة او حتى دكتور فى الجامعه وهو ما جعل قصص اعتداء رجال الشرطة على المواطنين طقس شبه يومى ……
غليان يتجمع فى الصدور وانتقاد متواصل لكل ما يحدث فى البلاد …… تشنيع على كل الشخصيات العامة وتشويه للصورة حتى لم يسلم احد من قلم صحفى ماجور او محامى يدعى الشرف ليجرجر فى المحاكم من يريد النظام اهانته وعقابه …… صفحات على النت تتوالى غاضبة واحداث لم يكن اشد المتشائمين يتحسب وقوعها …….
- احداث المحلة الكبرى 6 ابريل 2008 اعتقد انها الشرارة الاولى والتى لم يشعر بقوتها كثيرون …… للاسف لم تشعر بها القاهرة رغم ان هناك الكثيرون شاركوا فى حملة الاضراب العام يومها – اما خوفا او غضبا – لا ازال اذكر هذا اليوم عندما اخبرتنى زوجتى قبلها بانها لن ترسل الولد للمدرسة خوفا مما سيحدث فى الغد ….. تسائلت ماذا سيحدث فى الغد ؟؟!!! لقد ادمن المصريون الخنوع … لن يحدث شئ !!!
خرجت يومها لوسط البلد لانهى اوراقا حكومية كان لابد من انهائها …… ذهلت من كم التواجد الامنى ….. كما اننى فى حياتى لم ار وسط القاهرة خاليا مثل ذلك اليوم ….. الا ان الذين لا ترى عيونهم شمس النهار برروا هذا بهبوب عاصفة ترابية تزامن هبوبها فى نفس اليوم والاشاعات التى سربت بان احداثا ارهابية ستقع يومها مما جعل الكثيرون يختباون فى البيوت ……. لم تعرف القاهرة يومها ماذا حدث فى المحلة …… بسبب التعتيم الاعلامى الرهيب والذى جعل من مراسل البى بى سي نفسه يقول ان المحلة تحترق ولكن لا مغيث بسبب الحصار الشديد للشرطة …… يومها لم يتكلم برنامج واحد فى مصر عما يحدث – الا برنامج واحد برغم عدم محبتى له – برنامج عمرو اديب ( القاهرة اليوم ) وكانت الصور الملتقطة بشعه و الوضع ماساوى ……لا ازال اذكر كلمة رجل عجوز كان يجلس بجوارى على القهوة وقتها …… الناس خلاص طقت والله يابنى الراجل ده مش هيكمل سنتين ….تلاته !!!!
ومرت احداث 6 ابريل فى المحلة بعد عمليات قمع شديدة تم تصويرها على انها كانت لازمة لمنع التخريب واحراق البلد ( ملحوظة هامة …… فى احداث المحلة تم اصابة عدد كبير من الشباب فى عيونهم …….وكانها كانت بروفة لما حدث بعد ذلك !!!!)
لم يعلم المصريون ماذا حدث هناك ؟؟!!! وكم من الارواح زهقت وكم من الاصابات سجلت وكم عدد المعتقلين وكيف عوملوا !!!! كانت الاسئلة كثيرة ولم تكن هناك اجابة
الا ان المؤكد ان هناك شيئا ما قد تغير ….. وتغير للابد !!!!
يتبع ......
محمد شلتوت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
ردحذفانا عن نفسي اعترف أن اول مرة اسمع عما حدث فى المحلة, حسبي الله ونعم الوكيل فيهم وفى ظلمهم.
وجميل أن تكتب دكرياتك لأنها بعضها يمحو, وفى انتظار دكرياتك الباقية.