الاثنين، 4 أكتوبر 2010

حلال وحرام


كانت المرة الاولى التى تطأ فيها قدمى كوالالمبور – عاصمة ماليزيا والتى شاهدت فيها مدينة اوربية بكافة المقاييس تحضرا ونظاما ونظافة جعلتنى اتحسر عندما اقارن بين ما اعيشه هنا وما اشاهده هناك والذى زادنى حسرة هى تلك الصور التى وقعت تحت يدى لهذا البلد فى اوائل الثمانينات والتى كان حالها تشوفه يصعب ....على الكافر فما بالكم بالمؤمن ؟!؟
ما شاهدته هناك يكتب فيه كتب وهو دليل حى وواضح انه ليس هناك مستحيل وان الشعوب اذا ارادت الحياة فانها تنهض من ثباتها خلف قادتها لتصنع مستقبلا قد يكون حتى وقت قريب ضربا من ضروب الحلم والخرافة .....فى خمسة عشر عاما فقط تحولت هذه البلاد من الحضيض للنقيض ومن نكرة لا تعرف مكانها على الخريطة الى بلاد يشار لها بالبنان
ما شاهدته هناك يكتب فيه كتب ومجلدات سوف ياتى وقت ساسرده عليكم بتفاصيله .....الا ان ما اريد ان احكيه لكم هذه المرة هوعن شئ عجيب شد انتباهى اكثر من مرة ولم اعره انتباها حتى اتضح لى غرابته الشديدة.....................
كان اشد ما لفت انتباهى هناك ان كثير من المنتجات مكتوب عليها كلمة (حلال) وظننت انها للتفرقة بينها وبين غيرها من المنتجات الغذائية التى قد لا تناسب المسلمين من اهل البلاد ......الا اننى بمرور الوقت لاحظت وجود الكلمة على الكثير من المنتجات التى ليس لها اى علاقة بالاغذية مثل المكياج وادوات المطبخ والعديد من المنتجات الاخرى ....فاخذت اسال نفسى هوه فيه طاسة حلال وحلة حرام ؟؟؟؟ واذا ما طبقنا هذا على الروج مثلا يصبح الروج الذى سوف يتم استخدامه فى القبلة الحلال حلالا واذا ما تم استخدامه فى غير هذا فسوف يكون حرام ...حرام !!!
الا ان هذا التفسيرالهلامى بدا فى التلاشى عندما وجدت لعب اطفال عليها كلمة حلال ....فاخذت فى اعادة التفكير فى مغزى الكلمة .......
الا ان قررت مرة طلوع برجى كوالا الشاهقين وهما البرجان الشهيران والتى اقامتهما شركة البترول الماليزية الشهيرة بتروناس وكانا حتى وقت قريب اعلى بناء فى العالم حتى ضرب الرقم القياسى برج الشيخ خليفة فى دبى........ المهم توكلت على الله وصليت الفجر وانطلقت بسرعه لكى احجز مكانى فى الطابور الذى يمتد لعدة كيلومترات حتى تستطيع الحصول على عدة تذاكر لطلوع البرجين _ اقصى عدد هو 5 تذاكر _ وبالمناسبة هى بدون مقابل ويتم عمل رحلات للمدارس والمؤسسات ...والنظام هناك لا يحتمل التهريج ولا ان ياتى لك واحد بلطجى فى وشه عشرات العلامات المائية التى تحدد هويته ويقول لك بصوت لن تنساه( معلهش يا استاذ اصل كنت واقف هنا قبلك بس لا مؤاخذة الحمام نادانى حتى اسأل الاستاذ اللى قدامك ....فينظر الاستاذ اللى قدامك لكما ويحدد مراكز القوى قبل ان يقول بصوت عال كانه يعلن برائته ايوه صح ده كان واقف هنا من امبارح )
فى انتظار التذاكر جاء مكانى امام مرشد سياحى ماليزى ما ان علم اننى من بلد الازهر حتى كاد ان يقبل يدى وانا اقول فى نفسي والله لو علم حالنا لقبلت انا يديه..... وتبادلنا اطراف الحديث وشد انتباهى بثقافته العالية فرايت الفرصة سانحة لاسأله عن معنى كلمة حلال التى اراها فى كل مكان فبدا الشرح لى وانا من الدهشة يكاد لسان حالى يقول ( والله احنا مش عايشين )
طلع حكاية حلال دى ايه ؟!!........انها هيئة تشبه هيئة الاغذية والدواء الاميركية الشهيرة FDA والتى تعطى شهادتها للاغذية والادوية التى يتم تداولها داخل الولايات المتحدة لتعطى لها مصداقية الاستخدام الآمن بعد العديد من الاختبارات المعقدة والتى قد تستمر لعدة سنوات ......هيئة حلال لها نفس العمل وان اختلف المسمى فهى تقوم بفحص الاغذيه والمنتجات المختلفة وتسعى للتاكد من خلوها من اى عناصر قد تحوى حراما مثل الخمور او دهون الخنزير ثم توسع المفهوم ليصبح معناه ان المنتج لا يحتوى ما يضر الانسان وانه على درجة عالية من الكفاءة والجودة وانه – على راى واحد زميلنا – حلال فيه الفلوس ......
ياااااااااه الى هذه الدرجة تقدم هؤلاء الناس وتوسع عندهم المفهوم ليشمل الاتقان والنظام والجودة والفاعلية والكفاءة ليعبر عن حلالا يرجونه فى كل ما يصنعوه.......
لذا فاننى وبمناسبة ما شاهدت هناك وكل ما اشاهده هنا يوميا اطالب بانشاء هيئة (حرام) واطالب بوضع الكلمة على الالاف من المنتجات المنتشرة فى اسواقنا والتى من وجهة نظرى مش حرام فيها الفلوس بس ....ده حرام تفكر تشتريها اساسا .

محمد شلتوت

هناك 12 تعليقًا:

  1. لم أكن أتوقع أن على كل شيء يوضع حلال و حرام .. سبحان الله .. إنظر دولة إسلامية لكنها غير عربية و لكنها طبقت الإسلام على كل شي ..
    و نحن لا نعرف الحلال و الحرام إلا في الأكل .. و الله يستر من المكياج يمكن يطلع حرام و نحن لا نعلم
    و الغريب ان الألعاب حلال و حرام؟؟؟؟

    ردحذف
  2. والله دة عيشتنا هي اللي بقت حرام في البلد دي

    تحياتي

    ردحذف
  3. مصر فى مهب الريح

    فى خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع.

    1- الانفجار السكانى .. وكيف أنها خدعة فيقولون أننا نتكاثر ولايوجد حل وأنها مشكلة مستعصية عن الحل.
    2- مشكلة الدخل القومى .. وكيف يسرقونه ويدعون أن هناك عجزا ولاأمل من خروجنا من مشكلة الديون .
    3- مشكلة تعمير مصر والتى يعيش سكانها على 4% من مساحتها.
    4 – العدالة الاجتماعية .. وأطفال الشوارع والذين يملكون كل شىء .
    5 – ضرورة الاتحاد مع السودان لتوفير الغذاء وحماية الأمن القومى المصرى.
    6 – رئيس مصر القادم .. شروطه ومواصفاته حتى ترجع مصر الى عهدها السابق كدولة لها وزن اقليمى عربيا وافريقيا.

    لمزيد من التفاصيل أذهب إلى مقالات ثقافة الهزيمة بالرابط التالى www.ouregypt.us

    ردحذف
  4. سبحان الله
    للدرجة دى الناس دى عندها وعى
    كل حاجة فى الدنيا بتعتمد على الفكر السليم واحنا للاسف نفتقده
    ياريت كان عندنا حاجة زى كده

    ردحذف
  5. بعد التحيه
    إنت سافرت كويس...إنبهرت ماشي...وسألت الرجل ذو الثقافه العاليه .مفيش مشكله .
    طيب يا سيدي أين ثقافتك أنت أين إنبهارك أنت ببلدك مصر الغاليه لماذا لم تحكي له عن نهرك الخالد لماذا لم تفتخر بتضحيات أهلها من أجل أن تكون مصر أم الدنيا ما الذي أبهرك في هذا البناء الخرسـاني الذي تفوق عليهم في بنائه دول أخرى أين أهرماتنا التي أبهرت العالم ولم يستطيع أحد في العالم بناء مثلها ولماذا تشعر بهذه القله عندما تتمنى أن تقبل أنت يداه ؟؟؟؟
    لا وألف لا لن أقبل إلا يد مصر الغاليه فهي وطني وهي فخري وإعتزازي .
    ولتتذكر يا أخي بأنك تعمل بمصر للطيران التي هي سبب في أن تكون في هذه البلد التي سافرت إليها فبدلا من أن تكون سفيرا لبلدك الأم عدت ناقما عليها ؟؟؟
    إن مصر وطني و هي البلد التي ولدت بها وسأعيش غيها وسأموت من أجلها .

    إمضاء
    مواطن عاشق لمصر ولترابها

    ردحذف
  6. محمد البديهى18 أكتوبر 2010 في 11:36 ص

    ياخى المصرى العاشق لتراب مصر مثلنا.هناك جملة تقول لايكابد الشوق الا عاشق.اذا قرأت المكتوب جيدا لعرفت ان كاتبه منشدة حبه لبلده حزين لما آل اليه حالها مقارنة ببلد كان حتى 15عاما مضت يعيش فى مستنقعات واستطاعوا فى هذه المدة ان يصلوا لهذه الدرجة من الاتقان والجودة فى كل شىء حتى ان زائر هذا البلد يصاب بصدمة وانشؤا نظما عديدة لضمان استمرار هذة الجودة منها ما ذكر الكاتب.والكاتب هنا ينعى ماوصل ايه حالنا وبلاد العالم كلها تتقدم ونحن للخلف دررر وهذا المرشد الذى كاد يقبل يده لانه يقدر قيمة مصر ولايقدرها اهلها فيعملون على رفعتها وتقدمها بدلا من الصراخ وغناء النهر الخالد وفقط.!!!واللى يدور وراك يلاقيك بترمى زبالتك فى الشارع...محمد البديهى.

    ردحذف
  7. hheheheheh .... not good like that ????

    ردحذف
  8. مش عارفه ليه الاستاذ العاشق لتراب مصر محموء اوى كده وقال كلام كبير كده الاهرامات و النيل اللى ربنا كرمنا بيه مش نصاحه مننا يعنى ولا حاجة و شوية وكان هيغنى متقولش ايه اديتنا مصر فيه ايه .... واضح ان التراب الى انت بتعشقة عمل سحابة سودا حواليك وخلاك واقف محلك سر بتبكى على اطلال الماضى احنا اللى عملنا واحنا اللى سوينا مع العلم انك مش منهم اساس يعنى انت بتفتخر بحاجة انت منكنش لك دور فيها خالص المهم يا ريت تنفض التراب اللى حواليك دا وتشوف وتدقق انك مبأتش حتى واقف مكانك دا انت بعدت و بقيت فى الاخر خالص بالعافية شايفينك ... اتمنى من الله ان ينير عقولنا بالعلم .. العلم نور هو اللى هيدينا القوة علشان نخطى للامام لما النور ينور عقولنا و الايمان يقوى قلوبنا هنتبرمج اتوماتيك على النظام المحبه الهدوء إماطة الاذى ان انفسنا والاخرين الضمير هيصحى الاتقان هيعلى هنحب بعض اوى هننتمى لبلدنا اوى هنوصل لبلد قوية اوى اوى اوى و ساعتها هنحب كل حاجة فيها ميتهاالنقية و هواها النظيف و ترابها اللى هندور عليه مش هنلاقيه اللا فى الاراضى الزراعية و بس ...بنحبها و هنحبها اكتر واكتر واكتر ... ملحوظة اللى يحب حد يحبله الخير يحب يشوفه فى تقدم و يحب يشوفة احسن حد رقم 1 فى كل حاجة ... اتمنى من الله ان يقدرنى انا وانتم جميعا و نقدر نعمل اى حاجة علشان نزء مصر للامام هناااااااااااااك ادام اوى

    ردحذف
  9. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف