كلاكيت تانى مرة ......
تجربة لا اعلم ماذا اسميها .....
هل هى قصة قصيرة / اقصوصة / سيرة ذاتية ..... لا اعلم
ولكن الذى اعلمه انها تعبر عن شئ داخلى اردت ان اعبر عنه وخرج منى كما ستقرءوه
هذه التجربة فيها ماعايشته وفيها ما خلطت فيه الواقع بالخيال
وفيها ما سمعت عنه وصغته باسلوبى ....لذا ارجوكم خذوها كما هى .... بحسنها وقبحها ....
هى تجربة ..... ارجو ان تعجبكم
------------------------------------------------------ (1)
فى الثانوية كان عبقرى رياضيات ..... يجد للمسالة الواحدة الف حل ....لكنه للاسف عانى حالة نفسية نتيجة وفاة ابيه وزواج امه وتركها له يعيش بمفرده معتمدا على معاش الاب وعطف الاقارب .... كان غريب الاطوار هوايته الوحيدة قراءة كتب الاطفال المصورة رغم اننا اصبحنا على اعتاب الشباب ..... من سوء حظه ان صاحب العقار كان محتالا طماعا ...لم يراع يتمه ولا ظروفه ....طمع فى الشقة المؤجرة ..... فابلغ عنه انه ارهابى خطير يقوم بتصنيع المتفجرات فى الشقة ..... فى الفجر داهمت القوات منزله واخذته معصوب العينين بملابسه الداخلية ..... وكانت الاحراز ..... مجلدات ميكى وسمير !!!!!
------------------------------------------------------------ (2)
كانت كل مميزاته ..... وسامته المفرطة ولسانه الحلو ....كان اعظمنا جهلا واكثرنا بخلا واقلنا تواضع..... هو الاخير فى فصلنا دائما وربما فى المدرسة كلها وما حولها ..... تزوج اكثر من مرة ..... واصبح مليونيرا !!!!
----------------------------------------------------------- (3)
اخرج كل ما فى جيوبه ووضعه على المنضدة وقال فى صوت خفيض .... والله العظيم ده كل اللى معايا .... حضرتك بتقبل كروت فيزا .... رفع المعلم حسنى عقيرته بالسباب وهو يدعو على اصحاب البدل والكرافتات الذين لم يبقوا لاولاد الحلال شيئا فى هذا العالم الظالم ..... طب ابعت معايا حد لاقرب ماكينة وانا هديلك حقك ..... ماكينة مين يا راجل يا ماكينة ؟؟؟؟..... انت عارف اقرب بنك هنا على بعد قد ايه !!! اخذ يتحسس جيبوبه بحثا عن هاتفه ليتصل بمن ينجده فتذكر انه قد نساه فى سيارته الفارهة التى تركها معطلة على الطريق الرئيسى ودخل لتلك المنطقة الشعبية بحثا عن ميكانيكى فاخذته انفه لهذا المسمط ليهدئ نيران معدة لم تاكل شيئا منذ صباح يوم ملئ باجتماعات لا تنتهى.... اخذ يلعن حظه الذى اوقعه فى هذه المحنة..... شخر المعلم وهو يسبه بامه انت بتبرطم تقول ايه ؟؟؟ مين اللى هيدفع تمن كل الاكل اللى طفحته ده !!!! اتفقا فى النهاية على ان يبعث معه باثنان من صبيانه ليصطحبوه لسيارته ..... وهناك ..... وجدها قد سرقت !!!!
----------------------------------------------------------- (4)
عاش منفيا مطاردا مسجونا ..... طردته اسرته من جنة الانتماء للعائلة ذات الحسب والنسب والشرف العظيم .... كانوا كلما تذكروا اسمه ترحموا على ابوه واكملوا الحديث وكأنه لم يولد ..... تغيرت الدنيا واتت الجماعة للحكم فاطلقوا جميعا لحاهم وادوا الصلوات الخمس بالمسجد وأخذوا يتسقطون اخباره وصورته وضعوها فى صالونات فيلاتهم ..... وانقلبت الاحوال ورجع منفيا مطاردا مسجونا ...... وكلما اتت سيرة المحاكمات ترحموا على والده واكملوا الحديث وكأنه لم يولد..... !!!
--------------------------------------------------------- (5)
فتح صندوقه العتيق لاول مرة واخرجت يداه شهادة اتمام البكلوريا الخاصة باحد جدوده تعلن تفوقه وفوزه بالمركز الخامس على مستوى القطر المصرى ثم شهادة اخرى بلغة اجنبية لم يفهمها .... وورقة صفراء من جريدة قديمة بها خبر ان الملك أنعم على احد اخوال والده بنظارة مديرية الغربية وفى قاع الصندوق عثر على وساما للكمال يخص احد سيدات العائلة ..... اخذت عينيه تتنقل بين مقتنيات الصندوق الثمينة قبل ان يغلقه بسرعة بعد ان تذكر ان عليه اللحاق بنوبته اليلية كحارس عقار .......!!!!
---------------------------------------------------------- (6)
احبها واحبته .... اعطته قلبها الذى ظل مغلقا حتى امتلك هو مفاتيحه التى القتها فى بئر عميق كان عليه ان يسبر اغواره حتى تستجيب له ... حسدناه كلنا على اختياره .... كانت عندما تمر بنا لتقطع الطريق المؤدى لكليتها .... توقف السائر ويصمت المتحدثون ..... حاول معها طويلا مثلما حاول اخرون .... اخذت منه وقتا اطول من اى فتاة اخرى .... وعندما رايناه يقف معها علمنا ان قلاعها استسلمت لهجومه وخاصة بعد ان تقدم رسميا لخطبتها ...... كانا عندما يلتقيان تستطيع ان تلمح من بعد كم الحب الذى فى العيون .... لم نكن نسمع كلامهم .... لكن مسكة يده ليدها تدل على مدى ارتباطه بها ..... بعد فترة اختفت تماما وعندما سألته عنها .... اخبرنى بان امه غير موافقة على اختياره ...... وخيرته بينها وبين حبيبته وعندما سألته عن السبب ... رد برد اخرسنى ...لانها بكماء !!!
----------------------------------------------------- (7)
هو صديق الجامعة الصدوق .... لم نكن نفترق ...قضيت معه وقتا اطول مما قضيته مع اسرتى .... كان يتكلم الالمانية كأهلها بالاضافة للانجليزية ووسامة وجه لا تخطئها العين .... بعد التخرج عملنا معا فترقى سريعا وظللت انا محلك سر ..... وفى يوم اتى فرحا يحمل اعلان للعمل بالحكومة.... خلاص زهقت انا عايز استقر بقى ..... اذهلتنى المفاجأة ورددت عليه ازاى بس .. انت مستقبلك واعد حرام عليك !! رد كأن لم يسمع .... وسحبتلك استمارة انا مش هقدم لوحدى !! ..... واصر اصرارا غريبا ..... شجعنى رغم انه صاحب الفكرة وكنت غير مقتنع ..... الى ان اعلنت النتيجة .... نجحت ولم يوفق هو!! ....وكان السبب ببساطة هو الواسطة ..... وجدته يومها غير صديقى الذى عرفته .... وجهه تغير وملأ اليأس قلبه .... حاولت ان اسرى عنه الا انه كان قد اتخذ قرارا لم يعلنه ..... باعدت بيننا الايام أو ابتعد هو بقرار .... بعد فترة علمت بسفره وانقطعت اخباره تماما ....منذ عام تقدمت للعمل باحد الشركات الاجنبية فالابناء قد كبروا ومرتب الحكومة لا يكفى .... وتطلب الامر مقابلة مع المدير العام .... استعددت للقاء وعدلت هندامى وعندما دخلت وجدته هو بشحمه ولحمه لم يتغير فيه شئ سوى تلك الشعيرات البيضاء التى كست لحية صغيرة وضعها على ذقنه مثل ممثلى المسارح .... والى جواره عجوز قدمها لى على انها صاحبة الشركة وبعد الترحيب واسترجاع ذكريات الدراسة ومغامرات ما بعد التخرج ...لاحظت صورة حميمية تجمعه معها .... ابتسم لى ونظر لها وقال .... ايوة مراتى !!! .... بس انت عرفت ازاى انى هنا ؟؟؟ فأجبت الف اجابة كلها غير صادقة..... وقمت بعد ان تواعدنا بلقاء قريب ..... لم يتم !!!
-------------------------------------------------- (8)
من وراء حجب الغيب رأى والده الثمانينى العمر يمد يده لمن يسلم عليه وهو لا يدرى على من ولماذا يسلم ؟؟؟ واحس باطفاله وهم لاهون واحدهم يكتم ضحكاته كلما لكزه اخوه بجانبه .... وشاهد عقل زوجته يقسم تفكيره ما بين دموع تنهمر وحساب نصيبها فيما ترك وسمع حديث زملاؤه فى العمل وهم يتبادلون توزيع انفسهم على السيارات الموجودة لتقلهم قرب منازلهم ..... وحده كان يجلس منزوبا يمسح دموع ساخنة سقطت على وجنتيه كلما تذكر له ضحكة او موقف ........ صديق العمر
------------------------------------------------- (9)
سألنى ..... اتعلم لماذا خلق الله الخنزير يا بابا ؟؟..... قلت له لماذا ؟؟؟ قال لى اخبرونى فى المدرسة ... لكى يأكل فضلات سفينة نوح !!! فرددت ولماذا لم يرم المؤمنون الفضلات فى البحر ؟؟؟ فرد بسرعة ..... طبعا حفاظا على البيئة !!!!
------------------------------------------------- (10)
امتدت صداقتهم لما يزيد عن 40 عاما منذ ان بدء حياته موظفا بسيطا يسكن فى هذا العقار وقتها كان المعلم محمود يعمل مع والده فى محل البقالة ضمن عدة محلات تحيط بالمبنى ... تغير السكان وتبدل اصحاب الدكاكين وانشطتها وظلا معا .... هو قابعا فى شقته والمعلم محمود بدكانته التى تمثل مورد رزقه الوحيد .... تعارفا فتصادقا حتى اصبحا مضرب المثل فى الحى كله.... لا يكادا يفترقان خاصة بعد ان خرج احدهم على المعاش فاصبحت جلسته الوحيدة مع صديقه امام دكانه ..... الى ان جاء يوم اتفق فيه مع احد اقرباؤه على الذهاب معا لقضاء امر عائلى واخبره الرجل بانه سيكون بصحبة ابنه الذى اصبح قاضيا شابا يشار له بالبنان ..... وقف القاضى ووالده بسيارتهم امام الدكان فى انتظاره .... فطلب المعلم برفق من الشاب ان ينتظر بعيدا عن المحل حتى لا يعطل حركة الداخلين والخارجين منه .... فما كان من الشاب الا ان سب الرجل الذى هو بمقام ابيه فرد عليه المعلم محمود السباب وتعالت الاصوات وسط تهديد ووعيد القاضى له ...... اسرع صاحبنا الخطى هابطا على السلم واصوات المشاجرة تكاد تصم اذنيه وما ان اصبح وسط المعركة حتى تعالى صوته وهو يصرخ فى وجه المعلم محمود ..... اما انت راجل قليل الادب صحيح ...... ازاى تشتم سعادة الباشا !!!!
محمد شلتوت
تجربة لا اعلم ماذا اسميها .....
هل هى قصة قصيرة / اقصوصة / سيرة ذاتية ..... لا اعلم
ولكن الذى اعلمه انها تعبر عن شئ داخلى اردت ان اعبر عنه وخرج منى كما ستقرءوه
هذه التجربة فيها ماعايشته وفيها ما خلطت فيه الواقع بالخيال
وفيها ما سمعت عنه وصغته باسلوبى ....لذا ارجوكم خذوها كما هى .... بحسنها وقبحها ....
هى تجربة ..... ارجو ان تعجبكم
------------------------------------------------------ (1)
فى الثانوية كان عبقرى رياضيات ..... يجد للمسالة الواحدة الف حل ....لكنه للاسف عانى حالة نفسية نتيجة وفاة ابيه وزواج امه وتركها له يعيش بمفرده معتمدا على معاش الاب وعطف الاقارب .... كان غريب الاطوار هوايته الوحيدة قراءة كتب الاطفال المصورة رغم اننا اصبحنا على اعتاب الشباب ..... من سوء حظه ان صاحب العقار كان محتالا طماعا ...لم يراع يتمه ولا ظروفه ....طمع فى الشقة المؤجرة ..... فابلغ عنه انه ارهابى خطير يقوم بتصنيع المتفجرات فى الشقة ..... فى الفجر داهمت القوات منزله واخذته معصوب العينين بملابسه الداخلية ..... وكانت الاحراز ..... مجلدات ميكى وسمير !!!!!
------------------------------------------------------------ (2)
كانت كل مميزاته ..... وسامته المفرطة ولسانه الحلو ....كان اعظمنا جهلا واكثرنا بخلا واقلنا تواضع..... هو الاخير فى فصلنا دائما وربما فى المدرسة كلها وما حولها ..... تزوج اكثر من مرة ..... واصبح مليونيرا !!!!
----------------------------------------------------------- (3)
اخرج كل ما فى جيوبه ووضعه على المنضدة وقال فى صوت خفيض .... والله العظيم ده كل اللى معايا .... حضرتك بتقبل كروت فيزا .... رفع المعلم حسنى عقيرته بالسباب وهو يدعو على اصحاب البدل والكرافتات الذين لم يبقوا لاولاد الحلال شيئا فى هذا العالم الظالم ..... طب ابعت معايا حد لاقرب ماكينة وانا هديلك حقك ..... ماكينة مين يا راجل يا ماكينة ؟؟؟؟..... انت عارف اقرب بنك هنا على بعد قد ايه !!! اخذ يتحسس جيبوبه بحثا عن هاتفه ليتصل بمن ينجده فتذكر انه قد نساه فى سيارته الفارهة التى تركها معطلة على الطريق الرئيسى ودخل لتلك المنطقة الشعبية بحثا عن ميكانيكى فاخذته انفه لهذا المسمط ليهدئ نيران معدة لم تاكل شيئا منذ صباح يوم ملئ باجتماعات لا تنتهى.... اخذ يلعن حظه الذى اوقعه فى هذه المحنة..... شخر المعلم وهو يسبه بامه انت بتبرطم تقول ايه ؟؟؟ مين اللى هيدفع تمن كل الاكل اللى طفحته ده !!!! اتفقا فى النهاية على ان يبعث معه باثنان من صبيانه ليصطحبوه لسيارته ..... وهناك ..... وجدها قد سرقت !!!!
----------------------------------------------------------- (4)
عاش منفيا مطاردا مسجونا ..... طردته اسرته من جنة الانتماء للعائلة ذات الحسب والنسب والشرف العظيم .... كانوا كلما تذكروا اسمه ترحموا على ابوه واكملوا الحديث وكأنه لم يولد ..... تغيرت الدنيا واتت الجماعة للحكم فاطلقوا جميعا لحاهم وادوا الصلوات الخمس بالمسجد وأخذوا يتسقطون اخباره وصورته وضعوها فى صالونات فيلاتهم ..... وانقلبت الاحوال ورجع منفيا مطاردا مسجونا ...... وكلما اتت سيرة المحاكمات ترحموا على والده واكملوا الحديث وكأنه لم يولد..... !!!
--------------------------------------------------------- (5)
فتح صندوقه العتيق لاول مرة واخرجت يداه شهادة اتمام البكلوريا الخاصة باحد جدوده تعلن تفوقه وفوزه بالمركز الخامس على مستوى القطر المصرى ثم شهادة اخرى بلغة اجنبية لم يفهمها .... وورقة صفراء من جريدة قديمة بها خبر ان الملك أنعم على احد اخوال والده بنظارة مديرية الغربية وفى قاع الصندوق عثر على وساما للكمال يخص احد سيدات العائلة ..... اخذت عينيه تتنقل بين مقتنيات الصندوق الثمينة قبل ان يغلقه بسرعة بعد ان تذكر ان عليه اللحاق بنوبته اليلية كحارس عقار .......!!!!
---------------------------------------------------------- (6)
احبها واحبته .... اعطته قلبها الذى ظل مغلقا حتى امتلك هو مفاتيحه التى القتها فى بئر عميق كان عليه ان يسبر اغواره حتى تستجيب له ... حسدناه كلنا على اختياره .... كانت عندما تمر بنا لتقطع الطريق المؤدى لكليتها .... توقف السائر ويصمت المتحدثون ..... حاول معها طويلا مثلما حاول اخرون .... اخذت منه وقتا اطول من اى فتاة اخرى .... وعندما رايناه يقف معها علمنا ان قلاعها استسلمت لهجومه وخاصة بعد ان تقدم رسميا لخطبتها ...... كانا عندما يلتقيان تستطيع ان تلمح من بعد كم الحب الذى فى العيون .... لم نكن نسمع كلامهم .... لكن مسكة يده ليدها تدل على مدى ارتباطه بها ..... بعد فترة اختفت تماما وعندما سألته عنها .... اخبرنى بان امه غير موافقة على اختياره ...... وخيرته بينها وبين حبيبته وعندما سألته عن السبب ... رد برد اخرسنى ...لانها بكماء !!!
----------------------------------------------------- (7)
هو صديق الجامعة الصدوق .... لم نكن نفترق ...قضيت معه وقتا اطول مما قضيته مع اسرتى .... كان يتكلم الالمانية كأهلها بالاضافة للانجليزية ووسامة وجه لا تخطئها العين .... بعد التخرج عملنا معا فترقى سريعا وظللت انا محلك سر ..... وفى يوم اتى فرحا يحمل اعلان للعمل بالحكومة.... خلاص زهقت انا عايز استقر بقى ..... اذهلتنى المفاجأة ورددت عليه ازاى بس .. انت مستقبلك واعد حرام عليك !! رد كأن لم يسمع .... وسحبتلك استمارة انا مش هقدم لوحدى !! ..... واصر اصرارا غريبا ..... شجعنى رغم انه صاحب الفكرة وكنت غير مقتنع ..... الى ان اعلنت النتيجة .... نجحت ولم يوفق هو!! ....وكان السبب ببساطة هو الواسطة ..... وجدته يومها غير صديقى الذى عرفته .... وجهه تغير وملأ اليأس قلبه .... حاولت ان اسرى عنه الا انه كان قد اتخذ قرارا لم يعلنه ..... باعدت بيننا الايام أو ابتعد هو بقرار .... بعد فترة علمت بسفره وانقطعت اخباره تماما ....منذ عام تقدمت للعمل باحد الشركات الاجنبية فالابناء قد كبروا ومرتب الحكومة لا يكفى .... وتطلب الامر مقابلة مع المدير العام .... استعددت للقاء وعدلت هندامى وعندما دخلت وجدته هو بشحمه ولحمه لم يتغير فيه شئ سوى تلك الشعيرات البيضاء التى كست لحية صغيرة وضعها على ذقنه مثل ممثلى المسارح .... والى جواره عجوز قدمها لى على انها صاحبة الشركة وبعد الترحيب واسترجاع ذكريات الدراسة ومغامرات ما بعد التخرج ...لاحظت صورة حميمية تجمعه معها .... ابتسم لى ونظر لها وقال .... ايوة مراتى !!! .... بس انت عرفت ازاى انى هنا ؟؟؟ فأجبت الف اجابة كلها غير صادقة..... وقمت بعد ان تواعدنا بلقاء قريب ..... لم يتم !!!
-------------------------------------------------- (8)
من وراء حجب الغيب رأى والده الثمانينى العمر يمد يده لمن يسلم عليه وهو لا يدرى على من ولماذا يسلم ؟؟؟ واحس باطفاله وهم لاهون واحدهم يكتم ضحكاته كلما لكزه اخوه بجانبه .... وشاهد عقل زوجته يقسم تفكيره ما بين دموع تنهمر وحساب نصيبها فيما ترك وسمع حديث زملاؤه فى العمل وهم يتبادلون توزيع انفسهم على السيارات الموجودة لتقلهم قرب منازلهم ..... وحده كان يجلس منزوبا يمسح دموع ساخنة سقطت على وجنتيه كلما تذكر له ضحكة او موقف ........ صديق العمر
------------------------------------------------- (9)
سألنى ..... اتعلم لماذا خلق الله الخنزير يا بابا ؟؟..... قلت له لماذا ؟؟؟ قال لى اخبرونى فى المدرسة ... لكى يأكل فضلات سفينة نوح !!! فرددت ولماذا لم يرم المؤمنون الفضلات فى البحر ؟؟؟ فرد بسرعة ..... طبعا حفاظا على البيئة !!!!
------------------------------------------------- (10)
امتدت صداقتهم لما يزيد عن 40 عاما منذ ان بدء حياته موظفا بسيطا يسكن فى هذا العقار وقتها كان المعلم محمود يعمل مع والده فى محل البقالة ضمن عدة محلات تحيط بالمبنى ... تغير السكان وتبدل اصحاب الدكاكين وانشطتها وظلا معا .... هو قابعا فى شقته والمعلم محمود بدكانته التى تمثل مورد رزقه الوحيد .... تعارفا فتصادقا حتى اصبحا مضرب المثل فى الحى كله.... لا يكادا يفترقان خاصة بعد ان خرج احدهم على المعاش فاصبحت جلسته الوحيدة مع صديقه امام دكانه ..... الى ان جاء يوم اتفق فيه مع احد اقرباؤه على الذهاب معا لقضاء امر عائلى واخبره الرجل بانه سيكون بصحبة ابنه الذى اصبح قاضيا شابا يشار له بالبنان ..... وقف القاضى ووالده بسيارتهم امام الدكان فى انتظاره .... فطلب المعلم برفق من الشاب ان ينتظر بعيدا عن المحل حتى لا يعطل حركة الداخلين والخارجين منه .... فما كان من الشاب الا ان سب الرجل الذى هو بمقام ابيه فرد عليه المعلم محمود السباب وتعالت الاصوات وسط تهديد ووعيد القاضى له ...... اسرع صاحبنا الخطى هابطا على السلم واصوات المشاجرة تكاد تصم اذنيه وما ان اصبح وسط المعركة حتى تعالى صوته وهو يصرخ فى وجه المعلم محمود ..... اما انت راجل قليل الادب صحيح ...... ازاى تشتم سعادة الباشا !!!!
محمد شلتوت