تجربة لا اعلم ماذا اسميها .....
هل هى قصة قصيرة / اقصوصة / سيرة ذاتية ..... لا اعلم
ولكن الذى اعلمه انها تعبر عن شئ داخلى اردت ان اعبر عنه وخرج منى كما ستقرءوه
هذه التجربة فيها ماعايشته وفيها ما خلطت فيه الواقع بالخيال
وفيها ما سمعت عنه وصغته باسلوبى ....لذا ارجوكم خذوها كما هى .... بحسنها وقبحها ....
هى تجربة ..... ارجو ان تعجبكم
---------------------------------------- (1)
ارتفع صوتها وهى تدعو لنا بطول العمر والتففنا حولها كأننا ابنائها الذين لم تنجبهم ..... احدنا يحمل حقيبتها والاخر يحمل زجاجة المياه الخاصة بها واخر يدفع الكرسى المتحرك الذى طلبته لعدم استطاعتها الحركة ..... ودعناها بعد ان شملتنا بدعوات الامهات ودموع فراق الاحبة ....... وفى الجمرك وجدناها تقف كوحش كاسر خرج من قفصه وتصرخ باعلى صوتها لاعنة الزمن والحكومة التى لا تتجبر الا على الغلابة ..... سالت عن قصتها فقالوا لى بانها الحاجة سعدية اكبر نشالات موسم الحج ...... تقوم بوصلتها المعتادة
---------------------------------------- (2)
البلد غريبة كئيبة .... لا يتكلمون لغتك .... فقدت الطريق فى شوارعها واصاب بوصلة عقلى العطب .... كلما سالت عن شئ هزوا رؤوسهم بالنفى ..... لا تعلم هل هم لا يفهمونك فعلا ؟؟؟؟ ام انهم لا يريدون المساعدة ......... فى النهاية وجدته الوحيد الذى يفهمنى ويحاول مساعدتى ..... واصبحنا ثلاثة ...... هو يمسك بيدى من ناحية ويمسك باليد الاخرى مقود كلبه المدرب على مساعدة المكفوفين .......!!!!
-------------------------------------- (3)
تقابلنا صدفة بمسرح كلية التجارة – جامعة القاهرة – كان شعلة متوهجة لا تنطفئ .... غولا على المسرح يأكل كل من يحاول الظهور بجواره ..... التمثيل بجانبه كان مشكلة حقيقية فماذا يفعل نجم بجوار شمس النهار ؟؟؟.... احببته .... وتابعت مشواره الفنى الذى تعثر رغم وضوح الموهبة .... ظل يعافر ويقاتل حتى يجد مشهد فى فيلم او دور فى مسلسل ..... وعندما بدات الدنيا تميل وتعاقد على اول دور كبير فى فيلم يروى ظمأ موهبته .... وحملة اعلانية ضخمة امدت جيبه المفلس باموال جائت فى وقتها ..... اصابه المرض .... كانت صوره تملا الشوارع والصيدليات باعلانات للفياجرا ..... وكان هو يقاوم السرطان فى صمت .
------------------------------------ (4)
الرحلات الليلية تصيبنى بالعته ...... بعد الوصول تحدثنى زوجتى فاجيب بردود ابعد ما تكون عما تتكلم فيه .... اعتادت على هذا .....فاصبحت تتركنى حتى استعيد عقلى بعد وصلة نوم طويلة ...... الا هذا اليوم ..... وصلت للمنزل فما ان راتنى حتى اخبرتنى بان ابى يريدنى فى امر هام ..... ارتجف قلبى وحسبته يعانى امرا ..... فاستبدلت ملابسى بسرعة واخذت العربة وبدات الطريق الطويل ..... احسست بالنوم يهجم على عيونى بقوة ..... توقفت وقررت الا اكمل والا ستحدث كارثة .....
وفجأة خرج من باطن الارض لا اعلم من اين ؟؟؟؟ لكننى وجدته امامى وسط الطريق الخالى يسالنى ان يركب معى ..... قبلت بفتور فليس من عادتى دعوة غرباء ..... جلس بجوارى واخذ يتحدث فى كل شئ ...وانا فى واد اخر ..... ووسط حديثه نظر لى وقال .... على فكرة هدى السرعة قدامك لجنة ..... هدئت من سرعتى قليلا وانا متشكك فالمكان نادر وقوف لجان مرورية به .... بعدها بمسافة وجدت كمين يشير لى احد افراده بالتوقف .... تعجبت كيف عرف !!! .... قبل الوقوف صرخ فجأة بهيسترية لا تتوقف ..... هؤلاء لصوص .... انتابنى الرعب وخاصة ان الانفلات الامنى كان على اشده ..... زدت من سرعتى ....ضربت الاقماع ومررت بسرعة فائقة من الكمين الذى انتفض افراده لمطاردتى .....لم اجد مفر امامى غير طريق منحدر على يسار السيارة فاهتزت عجلة القيادة فى يدى وبدات السيارة تهوى ..... غبت عن الوعى .... فى المستشفى افقت ..... سالنى الوكيل ..... انت مجنون ازاى تعمل كده ؟؟؟؟ اجبته ....هوه قالى دول حرامية !!! فاستفسر ....هوه مين ؟؟؟ فرددت .....الراجل اللى كان راكب معايا ......
فنظر لى بريبة وهو يقول .....راجل مين يا استاذ ؟؟؟ انت كنت لوحدك لما جابوك من العربية !!!!
---------------------------------- (5)
كان يقول لى .... لو بس اخذ المنصب ده يومين ..... هتشوف اللى هيحصل !!! الصح معروف والخطأ واضح زى الشمس ..... المشكلة دايما ان صاحب القرار معندوش رغبة فى التغيير ..... انقلبت الدنيا وحدثت الثورة وجاء فجاة الى المكان الذى تمناه .... ووجدته كافرا بكل ما كان يؤمن به .... وعندما ذكرته بان التغيير يحتاج يومين فقط .... اخذ يعدد العقبات والمصاعب .... وعندما اعدت كلماته عن ارادة التغيير ..... صرخ فى وجهى .... انت فاكرها سهلة.... دى شركة كبيرة ...... كان غيرك اشطر ..... وتركنى ومضى .....!!!
---------------------------------- (6)
هات كارنيهك ومشوفش خلقتك هنا تانى .... مش هتنجح طول مانا فى الكلية .... انت فاهم .... وهتجيلى عشان تبوس الجزمة وبرضو هتسقط ..... رجعت مهموما للمنزل فسالنى ابى عن السبب فلم اجد بدا من اخباره ..... صمت وسألنى .... هوه قال كده !!! فهززت راسى ..... فى الصباح استيقظت ونظرت بجانبى فوجدت الكارنيه على الوسادة ..... ذهبت للجامعة وفى الممر تقابلت عينانا فاذا به يحدثنى بلطف قائلا ..... مش هتحضر محاضرتى ولا ايه ؟؟!!! ...... كان ابى ضابطا عظيما
----------------------------------- (7)
كادت الرحلة تنتصف وانا امر باحد مقاعد الطائرة فوجدتها تبتسم لى ... فرددت التحية باحسن منها ...... سالتنى انت مش فاكرنى ؟؟؟؟ .... اسقط فى يدى ...... واخذت ابحث فى تلافيف عقلى عن صورتها ضمن ملايين الصور لكنى لم اجدها .... رددت بالنفى ....فعاجلتنى بالقاضية .... ركز كده شوية ..... قالتها بطريقة لم اخطأها وتذكرت معها كل شئ ..... صورتها ...كلامها ... ضحكتها وايام جميلة مرت بنا ..... سالتها كنتى بتعمللى ايه هناك؟؟؟ ردت بهدوء زيارة سريعة لابو الاولاد ...... نظرت بجانبها فوجدت انسة رقيقة قد استغرقت فى النوم .... تحمل نفس ملامح امها التى غابت عن ذاكرتى لاكثر من عشرين عاما ...... هممت بتكملة حديثى فجاء صوته خشنا قويا من خلفى .... ممكن اقعد ؟؟؟؟ فنظرت فاذا بشاب فى مقتبل العمر ياخذ كثيرا من جمالها الباهت وغلاسة اعتقدت جازما انه ورثها عن ابيه ....... اخذنا ننظر لبعضنا البعض وقطعت هى الحوار الصامت لتقوم بالتعريف ..... حسام ابنى ..... ثالثة طب عين شمس ...... نظرت له طويلا .... مد يده بلا مبالاة ..... فسلمت عليه وانسحبت بهدوء .......
--------------------------------- (8)
كلما اختلفنا سياسيا ..... وجدته يزايد على وطنيتى .... يتذكر عمه الذى استشهد فى 73 وخاله الذى فقد فى 67 واقربائه الذين قدموا الغالى والرخيص للوطن المفدى ... وكأننى وأسرتى السبب فى كل مصائب البلد.....!!! ذات يوم وجدته مكتئبا ... مهموما .... ولما سألته عرفت ان السفارة الاميريكية رفضت اعطاءه التأشيرة رغم ان ابناؤه الثلاثة ...... مواليد نيويورك !!!
-------------------------------- (9)
تابعتها وهى تتكلم الانجليزية بلكنة المانية جعلت خليط اللغتين يخرج احلى ما فيهم ... كانت تراقبنا بعيون قلقة ونحن نمهد الطريق امام رجال الاسعاف الذين صعدوا الطائرة لتثبيت السرير الطبى الذى سيحمل زوجها - الذى يعانى اثار حادث اتت على ما تبقى من جسده الهزيل - الى احد المستشفيات الالمانية للدخول فى سلسلة من العمليات الجراحية لا يعلم عددها ولا جدواها الا الله ......
وضعت يدها فى حقيبة صغيرة تحملها واخرجت رزمة من الاموال اخذت توزع منها على العمال ...... واثناء متابعتنا ظهر قائد الطائرة الذى اتى ليطمئن على الحالة وكيف اننا يسرنا لها كل متاح ..... فى هذه اللحظة نظرت السيدة للكابتن ودست يدها فى حقيبتها مرة اخرى واخرجت رزمة جديدة ما لبثت ان طوتها فى يد الرجل وهو يمد يده بالسلام ..... وكأن عقرب كان يختبئ في يدها ظهر فجأة ليلدغه ويتركه مشلولا لا يستطيع الكلام الا باصوات تخرج من فمه بصوت عال ..... بعد ان استوعبنا ما حدث وجدناه يصرخ بهيستريا وهو يكرر .... انتى بتعملى ايه ؟؟ انا كابتن الطيارة...؟؟ ردت الصراخ بعويل وهى تشرح .... الكل هنا ياخذ البقشيش ولا يعجبه ..... لقد احترت فيكم ..... طبيب المستشفى لم يعجبه ما قدمت له... !!.... فى قسم الشرطة طلبوا الدفع بالدولار .....!! اما انت ولانك قائد الطائرة ..... فتطلب المزيد ....... !!!!!
------------------------------ (10)
قررت الا اتكلم ..... فقدت اصدقائى الواحد تلو الاخر فى مناقشات دامية ..... حتى اهلى وزوجتى لم يستطيعوا فهمى .... فالتزمت الصمت وعندما تبين لى ولهم صحة موقفى ..... حاولت الكلام فوجدتنى قد فقدت النطق !!!
-------------------------------------------------------------------------------------
هذه هى تجربتى التى نشرتها على صفحتى الشخصية على الفيسبوك والتى اشكر كل من تابعنى وشجعنى عليها ...... وساتوقف قليلا على ان ابدا من جديد بعد فترة ......
محمد شلتوت
هل هى قصة قصيرة / اقصوصة / سيرة ذاتية ..... لا اعلم
ولكن الذى اعلمه انها تعبر عن شئ داخلى اردت ان اعبر عنه وخرج منى كما ستقرءوه
هذه التجربة فيها ماعايشته وفيها ما خلطت فيه الواقع بالخيال
وفيها ما سمعت عنه وصغته باسلوبى ....لذا ارجوكم خذوها كما هى .... بحسنها وقبحها ....
هى تجربة ..... ارجو ان تعجبكم
---------------------------------------- (1)
ارتفع صوتها وهى تدعو لنا بطول العمر والتففنا حولها كأننا ابنائها الذين لم تنجبهم ..... احدنا يحمل حقيبتها والاخر يحمل زجاجة المياه الخاصة بها واخر يدفع الكرسى المتحرك الذى طلبته لعدم استطاعتها الحركة ..... ودعناها بعد ان شملتنا بدعوات الامهات ودموع فراق الاحبة ....... وفى الجمرك وجدناها تقف كوحش كاسر خرج من قفصه وتصرخ باعلى صوتها لاعنة الزمن والحكومة التى لا تتجبر الا على الغلابة ..... سالت عن قصتها فقالوا لى بانها الحاجة سعدية اكبر نشالات موسم الحج ...... تقوم بوصلتها المعتادة
---------------------------------------- (2)
البلد غريبة كئيبة .... لا يتكلمون لغتك .... فقدت الطريق فى شوارعها واصاب بوصلة عقلى العطب .... كلما سالت عن شئ هزوا رؤوسهم بالنفى ..... لا تعلم هل هم لا يفهمونك فعلا ؟؟؟؟ ام انهم لا يريدون المساعدة ......... فى النهاية وجدته الوحيد الذى يفهمنى ويحاول مساعدتى ..... واصبحنا ثلاثة ...... هو يمسك بيدى من ناحية ويمسك باليد الاخرى مقود كلبه المدرب على مساعدة المكفوفين .......!!!!
-------------------------------------- (3)
تقابلنا صدفة بمسرح كلية التجارة – جامعة القاهرة – كان شعلة متوهجة لا تنطفئ .... غولا على المسرح يأكل كل من يحاول الظهور بجواره ..... التمثيل بجانبه كان مشكلة حقيقية فماذا يفعل نجم بجوار شمس النهار ؟؟؟.... احببته .... وتابعت مشواره الفنى الذى تعثر رغم وضوح الموهبة .... ظل يعافر ويقاتل حتى يجد مشهد فى فيلم او دور فى مسلسل ..... وعندما بدات الدنيا تميل وتعاقد على اول دور كبير فى فيلم يروى ظمأ موهبته .... وحملة اعلانية ضخمة امدت جيبه المفلس باموال جائت فى وقتها ..... اصابه المرض .... كانت صوره تملا الشوارع والصيدليات باعلانات للفياجرا ..... وكان هو يقاوم السرطان فى صمت .
------------------------------------ (4)
الرحلات الليلية تصيبنى بالعته ...... بعد الوصول تحدثنى زوجتى فاجيب بردود ابعد ما تكون عما تتكلم فيه .... اعتادت على هذا .....فاصبحت تتركنى حتى استعيد عقلى بعد وصلة نوم طويلة ...... الا هذا اليوم ..... وصلت للمنزل فما ان راتنى حتى اخبرتنى بان ابى يريدنى فى امر هام ..... ارتجف قلبى وحسبته يعانى امرا ..... فاستبدلت ملابسى بسرعة واخذت العربة وبدات الطريق الطويل ..... احسست بالنوم يهجم على عيونى بقوة ..... توقفت وقررت الا اكمل والا ستحدث كارثة .....
وفجأة خرج من باطن الارض لا اعلم من اين ؟؟؟؟ لكننى وجدته امامى وسط الطريق الخالى يسالنى ان يركب معى ..... قبلت بفتور فليس من عادتى دعوة غرباء ..... جلس بجوارى واخذ يتحدث فى كل شئ ...وانا فى واد اخر ..... ووسط حديثه نظر لى وقال .... على فكرة هدى السرعة قدامك لجنة ..... هدئت من سرعتى قليلا وانا متشكك فالمكان نادر وقوف لجان مرورية به .... بعدها بمسافة وجدت كمين يشير لى احد افراده بالتوقف .... تعجبت كيف عرف !!! .... قبل الوقوف صرخ فجأة بهيسترية لا تتوقف ..... هؤلاء لصوص .... انتابنى الرعب وخاصة ان الانفلات الامنى كان على اشده ..... زدت من سرعتى ....ضربت الاقماع ومررت بسرعة فائقة من الكمين الذى انتفض افراده لمطاردتى .....لم اجد مفر امامى غير طريق منحدر على يسار السيارة فاهتزت عجلة القيادة فى يدى وبدات السيارة تهوى ..... غبت عن الوعى .... فى المستشفى افقت ..... سالنى الوكيل ..... انت مجنون ازاى تعمل كده ؟؟؟؟ اجبته ....هوه قالى دول حرامية !!! فاستفسر ....هوه مين ؟؟؟ فرددت .....الراجل اللى كان راكب معايا ......
فنظر لى بريبة وهو يقول .....راجل مين يا استاذ ؟؟؟ انت كنت لوحدك لما جابوك من العربية !!!!
---------------------------------- (5)
كان يقول لى .... لو بس اخذ المنصب ده يومين ..... هتشوف اللى هيحصل !!! الصح معروف والخطأ واضح زى الشمس ..... المشكلة دايما ان صاحب القرار معندوش رغبة فى التغيير ..... انقلبت الدنيا وحدثت الثورة وجاء فجاة الى المكان الذى تمناه .... ووجدته كافرا بكل ما كان يؤمن به .... وعندما ذكرته بان التغيير يحتاج يومين فقط .... اخذ يعدد العقبات والمصاعب .... وعندما اعدت كلماته عن ارادة التغيير ..... صرخ فى وجهى .... انت فاكرها سهلة.... دى شركة كبيرة ...... كان غيرك اشطر ..... وتركنى ومضى .....!!!
---------------------------------- (6)
هات كارنيهك ومشوفش خلقتك هنا تانى .... مش هتنجح طول مانا فى الكلية .... انت فاهم .... وهتجيلى عشان تبوس الجزمة وبرضو هتسقط ..... رجعت مهموما للمنزل فسالنى ابى عن السبب فلم اجد بدا من اخباره ..... صمت وسألنى .... هوه قال كده !!! فهززت راسى ..... فى الصباح استيقظت ونظرت بجانبى فوجدت الكارنيه على الوسادة ..... ذهبت للجامعة وفى الممر تقابلت عينانا فاذا به يحدثنى بلطف قائلا ..... مش هتحضر محاضرتى ولا ايه ؟؟!!! ...... كان ابى ضابطا عظيما
----------------------------------- (7)
كادت الرحلة تنتصف وانا امر باحد مقاعد الطائرة فوجدتها تبتسم لى ... فرددت التحية باحسن منها ...... سالتنى انت مش فاكرنى ؟؟؟؟ .... اسقط فى يدى ...... واخذت ابحث فى تلافيف عقلى عن صورتها ضمن ملايين الصور لكنى لم اجدها .... رددت بالنفى ....فعاجلتنى بالقاضية .... ركز كده شوية ..... قالتها بطريقة لم اخطأها وتذكرت معها كل شئ ..... صورتها ...كلامها ... ضحكتها وايام جميلة مرت بنا ..... سالتها كنتى بتعمللى ايه هناك؟؟؟ ردت بهدوء زيارة سريعة لابو الاولاد ...... نظرت بجانبها فوجدت انسة رقيقة قد استغرقت فى النوم .... تحمل نفس ملامح امها التى غابت عن ذاكرتى لاكثر من عشرين عاما ...... هممت بتكملة حديثى فجاء صوته خشنا قويا من خلفى .... ممكن اقعد ؟؟؟؟ فنظرت فاذا بشاب فى مقتبل العمر ياخذ كثيرا من جمالها الباهت وغلاسة اعتقدت جازما انه ورثها عن ابيه ....... اخذنا ننظر لبعضنا البعض وقطعت هى الحوار الصامت لتقوم بالتعريف ..... حسام ابنى ..... ثالثة طب عين شمس ...... نظرت له طويلا .... مد يده بلا مبالاة ..... فسلمت عليه وانسحبت بهدوء .......
--------------------------------- (8)
كلما اختلفنا سياسيا ..... وجدته يزايد على وطنيتى .... يتذكر عمه الذى استشهد فى 73 وخاله الذى فقد فى 67 واقربائه الذين قدموا الغالى والرخيص للوطن المفدى ... وكأننى وأسرتى السبب فى كل مصائب البلد.....!!! ذات يوم وجدته مكتئبا ... مهموما .... ولما سألته عرفت ان السفارة الاميريكية رفضت اعطاءه التأشيرة رغم ان ابناؤه الثلاثة ...... مواليد نيويورك !!!
-------------------------------- (9)
تابعتها وهى تتكلم الانجليزية بلكنة المانية جعلت خليط اللغتين يخرج احلى ما فيهم ... كانت تراقبنا بعيون قلقة ونحن نمهد الطريق امام رجال الاسعاف الذين صعدوا الطائرة لتثبيت السرير الطبى الذى سيحمل زوجها - الذى يعانى اثار حادث اتت على ما تبقى من جسده الهزيل - الى احد المستشفيات الالمانية للدخول فى سلسلة من العمليات الجراحية لا يعلم عددها ولا جدواها الا الله ......
وضعت يدها فى حقيبة صغيرة تحملها واخرجت رزمة من الاموال اخذت توزع منها على العمال ...... واثناء متابعتنا ظهر قائد الطائرة الذى اتى ليطمئن على الحالة وكيف اننا يسرنا لها كل متاح ..... فى هذه اللحظة نظرت السيدة للكابتن ودست يدها فى حقيبتها مرة اخرى واخرجت رزمة جديدة ما لبثت ان طوتها فى يد الرجل وهو يمد يده بالسلام ..... وكأن عقرب كان يختبئ في يدها ظهر فجأة ليلدغه ويتركه مشلولا لا يستطيع الكلام الا باصوات تخرج من فمه بصوت عال ..... بعد ان استوعبنا ما حدث وجدناه يصرخ بهيستريا وهو يكرر .... انتى بتعملى ايه ؟؟ انا كابتن الطيارة...؟؟ ردت الصراخ بعويل وهى تشرح .... الكل هنا ياخذ البقشيش ولا يعجبه ..... لقد احترت فيكم ..... طبيب المستشفى لم يعجبه ما قدمت له... !!.... فى قسم الشرطة طلبوا الدفع بالدولار .....!! اما انت ولانك قائد الطائرة ..... فتطلب المزيد ....... !!!!!
------------------------------ (10)
قررت الا اتكلم ..... فقدت اصدقائى الواحد تلو الاخر فى مناقشات دامية ..... حتى اهلى وزوجتى لم يستطيعوا فهمى .... فالتزمت الصمت وعندما تبين لى ولهم صحة موقفى ..... حاولت الكلام فوجدتنى قد فقدت النطق !!!
-------------------------------------------------------------------------------------
هذه هى تجربتى التى نشرتها على صفحتى الشخصية على الفيسبوك والتى اشكر كل من تابعنى وشجعنى عليها ...... وساتوقف قليلا على ان ابدا من جديد بعد فترة ......
محمد شلتوت