لم ارغب يوما ان اكون عضوا فى نادى أو انشغل فكرى بهذه الاشياء ابدا ....كما اننى لم ارى فى اسفارى اندية مثل تلك التى تنتشر فى بلادنا . . . .الاندية هناك اما رياضية بحتة يذهب اليها اللاعبون المحترفون او اخرى تضم مهتمين بانشطة او هوايات معينة كاندية محبى السيارات او جامعى الطوابع او الرفق بالحيوان . . .الخ
لم ارى فى اسبانيا اسرا تذهب يوم الاحد لقضاء اليوم فى نادى ريال مدريد ولم اسمع فى فرنسا ان نادى باريس سان جرمان قد اعد مصيفا لعائلات الاعضاء فى مارسيليا ...لكن ان تتحول الاندية الرياضية لمقاهى ضخمة يجلس فيها الناس بلا شغلة ولا مشغلة وان تهتم بانشطة بعيدة كل البعد عن الرياضة فهذا ما لم اره الا فى بلادنا ....!!!
زوجتى عندما تحب ان تنهى مناقشة لصالحها .... تنهيها دائما بالجملة الخالدة ( الناس كلها بتعمل كذا ..... الا احنا !!) ... الناس كلها مودية اولادهم مدارس كذا .... الا احنا !!! الناس كلهم عندهم عربية ماركة مش عارف ايه .... الا احنا !!! وهكذا تولد لدى شعور بمرور الوقت اننى اما بخيل سينتهى الحال بابنائى عندما سيتذكرون سيرتى ( بعد عمر طويل ) بالدعاء عليا وعلى الايام السودا اللى عاشوها معايا .....أو اننى اعيش فى فقر مدقع واننى من مستحقى الزكاة !!!
استسلمت مرغما واشتركت فى هذا النادى - الذى اشترك فيه كل الناس الا احنا - وكان فى هذا النادى الفرصة الكبرى لتقوم زوجتى باقامة اهم مشاريعها - مثلما اقامت مصر السد العالى - وهو التعرف على مجموعة من السيدات - اللواتى لا اعرف كيف يجدون هذا الكم من الكلام ليتحدثوا به كلما التقوا ..... كما ان مقابلاتهم تتصف بالسرية .... ما ان تقترب منهم لتطلب من زوجتك شيئا حتى يهبط عليهم سهم الله ... تحس انهم يدبرون شيئا .... او ان مصيبة ما فى طريقها اليك ..... فكرت كثيرا فى الابلاغ عنهم ... لكن ... حتى وان وجدت فى هذه الايام السودا من يستمع اليك من رجال الشرطة !!!.... فاين لك ان تاتى من هذه المجموعة الماسونية بدليل ادانة ....!!!
بعد ان اتم ابنى دروسه فى السباحة ..... اخذت زوجتى فى البحث عن رياضة ما ... اى رياضة يلعبها الولد .... ويستطيع بسهولة ان يصبح فيها بطلا ...لا اعلم حقيقة .... ايه حكاية البطل دى ؟؟؟!! الجميع يبحث عن بطل ؟؟؟ ولكن اين هو ؟!!
وأخيرا وجدت زوجتى ضالتها فى لعبة عجيبة ... فاجاتنى ذات يوم وهى تعلن انها قد سجلت اسم الولد فيها ...وما على الا القيام بدفع الاشتراك وتحديد مواعيد التمرين التى تناسب توقيت رحلاتى ...... سالتها عن اسم اللعبة ..... فقالت وكانها تعلن تاميم قناة السويس ...... قرار رئيس الجمهورية .... بان الولد هيلعب سباحة بالزعانف !!! سباحة بالايه ...... بالزعانف !!!
كانت هذه اول مرة فى حياتى اسمع فيها عن رياضة مثل هذه !!! كما اننى لم اتعود على مسميات رياضية كهذه ... سمعت هذا فى مجال الاكل مثل مكرونة بالجمبرى او حتى كنافة بالقشطة اما فى مجال الرياضة فلم اسمع أو أشاهد هذه الرياضة من قبل !!!
- هوه فيه لعبة كده ..... تسائلت فى بلاهة ؟!!
- ايوه ..... دى لعبة جديدة .... والولد هيبقى هايل فيها
لا اعرف من اين اتى لها هذا اليقين ؟؟؟ وكيف عرفت بهذه اللعبة اساسا ؟؟.... انفى يشم رائحة هؤلاء النسوة بزعانفهم التى ملات حياتى ......
كان على ان اتوجه صباحا للمدرب المختص وان اقوم بدفع المصاريف وتحديد المواعيد ...... قابلنى المدرب بابتسامة عريضة وود ظاهر وكانه يعرفنى من ايام الجيش ..... دفعت المصاريف المطلوبة ... ثم اخبرنى بضرورة ان اقوم بشراء الزعانف من النادى لصعوبة الحصول عليها من محال بيع الادوات الرياضية ..... اخذت اقلب فى الزعانف وكانى موجود بحلقة سمك ... الى ان وقع اختيارى على جوز احسست بان ابنى وهو يرتديهم سيكون اقرب الى سمكة القرش .... التى تلتهم المنافسين .... فيصبح بطلا !!!!
هممت بالرحيل .... فاستوقفنى الرجل لافتا نظرى اننى لم اختر مواعيد التدريب بعد !!!
تراجعت متسائلا فاخبرنى بوجود ميعادين اثنين هما .... من الثالثة للرابعة والنصف ... والثانى ... من الرابعة والنصف للسادسة .. ثم اكمل والميعاد التانى للاسف تم حجزه بالكامل ..... اذن فهذا النظام الديموقراطى يخيرنى بين ميعاد واحد !!!!
رددت وانا محبط خلاص ميعاد من تلاته لاربعة ونص لا مفر منه ... لكن يعيبه ..... انه مع دخول شهور الصيف .... سيكون الجو حارا ...
ضحك الرجل ملئ فمه وقال ..... الميعاد من تلاته لاربعة ونص الصبح يا استاذ !!!
- صبح !!! الصبح اللى هوه الفجر !!!!
- ايوه ... ايوه وبتبقى فرصة ان الولد يتعود على صلاة الفجر ... ويستعد للمدرسة كمان (قالها الرجل بجدية وتأثر بالغين)
- انت بتتكلم جد ؟؟؟!!
- طبعا يا فندم
- طبعا ايه ؟؟؟ ارتفع صوتى وانا فى غاية الزهول .... اجيب الولد الساعة تلاته الصبح
- رد الرجل وهو يحاول استرداد هيبته .. يا باشا كل اولياء الامور بييجوا الصبح وبتبقى فرصة يتعرفوا على بعض ...والجو هايل الفجرية
- هايل ايه بس؟!وناس مين دول اللى هتعرف عليهم الفجر ... ثم اجيب الولد الوقت ده ازاى ... ده انا ممكن اتثبت على الطريق
- ضحك ضحكة كرم مطاوع وهو ينظر لى معاتبا ..... يا استاذ ده معظم اللى بييجوا الصبح ... من السيدات
ملأ الخجل وجهى .... الستات بييجوا الفجر .... وانا خايف اطلع من بيتنا لاتثبت .... لا عشت ولا كنت .... خلاص يا كابتن فلتكن مشيئة الرب .... وليرحمنا الله برحمته
خرجت من غرفة الكابتن وانا اجر زعانف الخيبة .... متجها خارج هذا النادى الغريب الذى يجعل تمرين احد العابه فى الثالثة فجرا ....
اثناء سيرى وبينما افكر فى كيفية تامين الوصول للمكان فجرا اذ بى فجاة امام سيدة من تلك اللواتى كل ما تدخل النادى تلاقيهم قاعدين ... هى من مؤسسات هذا النادى ... وكانها ولدت داخله .... او ولد داخلها ...... مشتركة هى لاولادها فى كل الالعاب .... ودائما ابدا تجدها جالسة تمارس رياضتها المفضلة ... اكل السندوتشات !!!
للاسف وقعت فى محيط رؤيتها وانا قادم حاملا زعانفى ..... فقابلتنى بصوت مرتفع وكانها تخطب فى جمهور بلا ميكرفون ....
- انت خلاص ..... اشتركت للاولاد فى الزعانف .... ربنا يجعلها اخر الاحزان ..... واعقبتها بضحكة لا استطيع وصفها حرصا على الاداب العامة ....
حاولت تحاشيها وهززت راسى مكملا طريقى لعلى انجو من الفضيحة ...... لكن هيهاااااااات
- اشتركت فى ميعاد كام ؟؟
- قلت بصوت منخفض وانا انظر حولى خوفا من وجود التنظيم السرى لزوجتى والذى ينتشر فى النادى كالجراد ..... ميعاد الساعة تلاته ان شاء الله
ردت بصوتها الاوبرالى الذى اعتقد ان زوجتى قد سمعته وهى بمنزلنا ..... خلاص نتقابل 3 الفجر على خير
خير ايه بس .... الله يخرب بيتك .... لم يعد هناك شك انى الان فى ورطة .... لكننى كنت قد استعددت باجابة عبقرية سارد بها لو تسرب الخبر ..... عشان الولد يبقى بطل ..... لازم كلنا نضحى!!!
عدت للمنزل .... فوجدت المدام تنتظر .... وكانها تنتظر صلاح الدين وقد عاد من حطين ...... وعندما اخبرتها بالميعاد الغريب العجيب .... فاذ بها تعلق قائلة جملتها الشهيرة ...... الناس كلهم بتودى ولادها مواعيد تدريب زى كده ...... عندك مثلا مدام سوسن وابنها المشترك فى التجديف ومدام اميرة اللى ابنها مشترك فى الوتربولو ..... ومدام كريمة اللى ابنها مشترك مش عارف فى ايه ؟!! ( لعبة غريبة برضو .....) كل الناس كده .... اشمعنى احنا !!!!!
لا اجد ما أرد به فابتلع لسانى ...اصبحت كثيرا ما أشعر باننى غريب فى زمن عجيب !!!
يوم التدريب .... الثانية بعد منتصف الليل ..... استيقظت بصعوبة .... واستيقظ ابنى بضرب الجزم .... اخذت العن واسب وانا ارى الولد غير قادر على الحركة فما بالك بقيامه بالتدريب من اساسه .....
ركبنا معا السيارة وسط الظلام الدامس وهدوء الشوارع المريب والذى قد يفاجئك فى كل دوران بان هناك من يترصدك ... بدات فى تلاوة ما تيسر من ايات منجيات ودعاء تركته لى زوجتى فى ورقة وكتبت عليه عنوان ...... دعاء الوصول للنادى .....!!! رفعت صوت القران فى السيارة لعله يكون لنا شفيعا اذا ما استوقفنا احد .....
و...أخيرا وصلنا للنادى ولدهشتى الشديدة وجدت اباء وامهات كثيرات هناك .... كلهم يحملون الحقائب والملابس والزعانف لاولادهم .... والذى يتصاعد البخار من ادمغتهم نتاج تلك البرودة الشديدة ..... اخذ الجميع يتعرف بعضهم ببعض ويستعرضون كيف وصلوا للنادى فى هذه الساعة رغم الاضطراب الامنى المعروف للجميع ..... فى هذا اليوم شاهدت كل انواع الاسلحة .... كل منهم قد اتى بما يحميه .... فرد خرطوش .... اسبراى ... صاعق .... مية نار ..... والغلبان فيهم شايل .... سيف !!!!
اخذت اتطلع للجميع واقرا فى عيون كل اب وام الحلم بان يصبح ابنهم بطلا مغوارا .... تحمل صفحات الجرائد صورته وهو يحمل كاسا .... او تتدلى من رقبته ميدالية ..... فالعن ابو الزعانف على اللى عملها
من بعيد شاهدتها وهى تجر ابنها كالمعزة جرا نحو حمام السباحة وبصوت كصوت صفارات الانذار اشاحت لى من بعيد وهى تقول .... اهلا .... اهلا
وعندما اقتربت منى نظرت لابنها الذى كان يبكى بكاء من حرم دخول الجنة .....قائلة
شوف يا حبيبى عمو ابنه جدع ازاى ..... مبيعيطش زيك .... بطل من يومه
نظر لى ابنى نظرة معناها .... والله لاقول لماما !!!
بدء التدريب فاحتل الجميع مقاعدهم حول الحمام وبالرغم انه كان التدريب الاول فى لعبة جديدة ...لم يعرفها او يمارسها الاولاد ولا ابائهم من قبل ..... الا ان عقيرة الجميع تعالت وهى تصرخ على الابناء .... يلا يا حازم .... شد جسمك يا محمود .... اضرب الزعانف فى الماية جامد يا علاء ... خد نفس طويل يا سيف ... فاخذت اسال نفسى .... وما جدوى هذا المدرب المسكين .... الذى اوقعه حظه الكوبيا وسط هؤلاء المجانين
لم يمض غير نصف ساعة فقط .... ووجدت ابنى بعدها يترك الحمام متجها الى .... ثم وجدته يميل على اذنى وهو يقول .....
- يلا يا بابا نمشى...... دى عالم هبلة
اجبته وانا اتراقص فرحا من داخلى ووجهى يتصنع الجدية
- طب والزعانف يا حبيبى !!!
- تبقى تخصمهم من مصروفى
- وتهدج صوتى وانا أقول ....... طب وماما ؟؟؟
فرد وهو يطبطب على كتفى ..... استحمل شوية يا بابا
ودى كانت اخر مرة ادخل فيها حمام السباحة .... واخر مرة اتكلم فيها كذلك .... عن زوجتى
ملحوظة هامة : هذه القصة خيالية وأى تشابه بينها وبين الواقع هو محض صدفة ...(حبيبتى يام العيال)
محمد شلتوت
...(يتبع)
لم ارى فى اسبانيا اسرا تذهب يوم الاحد لقضاء اليوم فى نادى ريال مدريد ولم اسمع فى فرنسا ان نادى باريس سان جرمان قد اعد مصيفا لعائلات الاعضاء فى مارسيليا ...لكن ان تتحول الاندية الرياضية لمقاهى ضخمة يجلس فيها الناس بلا شغلة ولا مشغلة وان تهتم بانشطة بعيدة كل البعد عن الرياضة فهذا ما لم اره الا فى بلادنا ....!!!
زوجتى عندما تحب ان تنهى مناقشة لصالحها .... تنهيها دائما بالجملة الخالدة ( الناس كلها بتعمل كذا ..... الا احنا !!) ... الناس كلها مودية اولادهم مدارس كذا .... الا احنا !!! الناس كلهم عندهم عربية ماركة مش عارف ايه .... الا احنا !!! وهكذا تولد لدى شعور بمرور الوقت اننى اما بخيل سينتهى الحال بابنائى عندما سيتذكرون سيرتى ( بعد عمر طويل ) بالدعاء عليا وعلى الايام السودا اللى عاشوها معايا .....أو اننى اعيش فى فقر مدقع واننى من مستحقى الزكاة !!!
استسلمت مرغما واشتركت فى هذا النادى - الذى اشترك فيه كل الناس الا احنا - وكان فى هذا النادى الفرصة الكبرى لتقوم زوجتى باقامة اهم مشاريعها - مثلما اقامت مصر السد العالى - وهو التعرف على مجموعة من السيدات - اللواتى لا اعرف كيف يجدون هذا الكم من الكلام ليتحدثوا به كلما التقوا ..... كما ان مقابلاتهم تتصف بالسرية .... ما ان تقترب منهم لتطلب من زوجتك شيئا حتى يهبط عليهم سهم الله ... تحس انهم يدبرون شيئا .... او ان مصيبة ما فى طريقها اليك ..... فكرت كثيرا فى الابلاغ عنهم ... لكن ... حتى وان وجدت فى هذه الايام السودا من يستمع اليك من رجال الشرطة !!!.... فاين لك ان تاتى من هذه المجموعة الماسونية بدليل ادانة ....!!!
بعد ان اتم ابنى دروسه فى السباحة ..... اخذت زوجتى فى البحث عن رياضة ما ... اى رياضة يلعبها الولد .... ويستطيع بسهولة ان يصبح فيها بطلا ...لا اعلم حقيقة .... ايه حكاية البطل دى ؟؟؟!! الجميع يبحث عن بطل ؟؟؟ ولكن اين هو ؟!!
وأخيرا وجدت زوجتى ضالتها فى لعبة عجيبة ... فاجاتنى ذات يوم وهى تعلن انها قد سجلت اسم الولد فيها ...وما على الا القيام بدفع الاشتراك وتحديد مواعيد التمرين التى تناسب توقيت رحلاتى ...... سالتها عن اسم اللعبة ..... فقالت وكانها تعلن تاميم قناة السويس ...... قرار رئيس الجمهورية .... بان الولد هيلعب سباحة بالزعانف !!! سباحة بالايه ...... بالزعانف !!!
كانت هذه اول مرة فى حياتى اسمع فيها عن رياضة مثل هذه !!! كما اننى لم اتعود على مسميات رياضية كهذه ... سمعت هذا فى مجال الاكل مثل مكرونة بالجمبرى او حتى كنافة بالقشطة اما فى مجال الرياضة فلم اسمع أو أشاهد هذه الرياضة من قبل !!!
- هوه فيه لعبة كده ..... تسائلت فى بلاهة ؟!!
- ايوه ..... دى لعبة جديدة .... والولد هيبقى هايل فيها
لا اعرف من اين اتى لها هذا اليقين ؟؟؟ وكيف عرفت بهذه اللعبة اساسا ؟؟.... انفى يشم رائحة هؤلاء النسوة بزعانفهم التى ملات حياتى ......
كان على ان اتوجه صباحا للمدرب المختص وان اقوم بدفع المصاريف وتحديد المواعيد ...... قابلنى المدرب بابتسامة عريضة وود ظاهر وكانه يعرفنى من ايام الجيش ..... دفعت المصاريف المطلوبة ... ثم اخبرنى بضرورة ان اقوم بشراء الزعانف من النادى لصعوبة الحصول عليها من محال بيع الادوات الرياضية ..... اخذت اقلب فى الزعانف وكانى موجود بحلقة سمك ... الى ان وقع اختيارى على جوز احسست بان ابنى وهو يرتديهم سيكون اقرب الى سمكة القرش .... التى تلتهم المنافسين .... فيصبح بطلا !!!!
هممت بالرحيل .... فاستوقفنى الرجل لافتا نظرى اننى لم اختر مواعيد التدريب بعد !!!
تراجعت متسائلا فاخبرنى بوجود ميعادين اثنين هما .... من الثالثة للرابعة والنصف ... والثانى ... من الرابعة والنصف للسادسة .. ثم اكمل والميعاد التانى للاسف تم حجزه بالكامل ..... اذن فهذا النظام الديموقراطى يخيرنى بين ميعاد واحد !!!!
رددت وانا محبط خلاص ميعاد من تلاته لاربعة ونص لا مفر منه ... لكن يعيبه ..... انه مع دخول شهور الصيف .... سيكون الجو حارا ...
ضحك الرجل ملئ فمه وقال ..... الميعاد من تلاته لاربعة ونص الصبح يا استاذ !!!
- صبح !!! الصبح اللى هوه الفجر !!!!
- ايوه ... ايوه وبتبقى فرصة ان الولد يتعود على صلاة الفجر ... ويستعد للمدرسة كمان (قالها الرجل بجدية وتأثر بالغين)
- انت بتتكلم جد ؟؟؟!!
- طبعا يا فندم
- طبعا ايه ؟؟؟ ارتفع صوتى وانا فى غاية الزهول .... اجيب الولد الساعة تلاته الصبح
- رد الرجل وهو يحاول استرداد هيبته .. يا باشا كل اولياء الامور بييجوا الصبح وبتبقى فرصة يتعرفوا على بعض ...والجو هايل الفجرية
- هايل ايه بس؟!وناس مين دول اللى هتعرف عليهم الفجر ... ثم اجيب الولد الوقت ده ازاى ... ده انا ممكن اتثبت على الطريق
- ضحك ضحكة كرم مطاوع وهو ينظر لى معاتبا ..... يا استاذ ده معظم اللى بييجوا الصبح ... من السيدات
ملأ الخجل وجهى .... الستات بييجوا الفجر .... وانا خايف اطلع من بيتنا لاتثبت .... لا عشت ولا كنت .... خلاص يا كابتن فلتكن مشيئة الرب .... وليرحمنا الله برحمته
خرجت من غرفة الكابتن وانا اجر زعانف الخيبة .... متجها خارج هذا النادى الغريب الذى يجعل تمرين احد العابه فى الثالثة فجرا ....
اثناء سيرى وبينما افكر فى كيفية تامين الوصول للمكان فجرا اذ بى فجاة امام سيدة من تلك اللواتى كل ما تدخل النادى تلاقيهم قاعدين ... هى من مؤسسات هذا النادى ... وكانها ولدت داخله .... او ولد داخلها ...... مشتركة هى لاولادها فى كل الالعاب .... ودائما ابدا تجدها جالسة تمارس رياضتها المفضلة ... اكل السندوتشات !!!
للاسف وقعت فى محيط رؤيتها وانا قادم حاملا زعانفى ..... فقابلتنى بصوت مرتفع وكانها تخطب فى جمهور بلا ميكرفون ....
- انت خلاص ..... اشتركت للاولاد فى الزعانف .... ربنا يجعلها اخر الاحزان ..... واعقبتها بضحكة لا استطيع وصفها حرصا على الاداب العامة ....
حاولت تحاشيها وهززت راسى مكملا طريقى لعلى انجو من الفضيحة ...... لكن هيهاااااااات
- اشتركت فى ميعاد كام ؟؟
- قلت بصوت منخفض وانا انظر حولى خوفا من وجود التنظيم السرى لزوجتى والذى ينتشر فى النادى كالجراد ..... ميعاد الساعة تلاته ان شاء الله
ردت بصوتها الاوبرالى الذى اعتقد ان زوجتى قد سمعته وهى بمنزلنا ..... خلاص نتقابل 3 الفجر على خير
خير ايه بس .... الله يخرب بيتك .... لم يعد هناك شك انى الان فى ورطة .... لكننى كنت قد استعددت باجابة عبقرية سارد بها لو تسرب الخبر ..... عشان الولد يبقى بطل ..... لازم كلنا نضحى!!!
عدت للمنزل .... فوجدت المدام تنتظر .... وكانها تنتظر صلاح الدين وقد عاد من حطين ...... وعندما اخبرتها بالميعاد الغريب العجيب .... فاذ بها تعلق قائلة جملتها الشهيرة ...... الناس كلهم بتودى ولادها مواعيد تدريب زى كده ...... عندك مثلا مدام سوسن وابنها المشترك فى التجديف ومدام اميرة اللى ابنها مشترك فى الوتربولو ..... ومدام كريمة اللى ابنها مشترك مش عارف فى ايه ؟!! ( لعبة غريبة برضو .....) كل الناس كده .... اشمعنى احنا !!!!!
لا اجد ما أرد به فابتلع لسانى ...اصبحت كثيرا ما أشعر باننى غريب فى زمن عجيب !!!
يوم التدريب .... الثانية بعد منتصف الليل ..... استيقظت بصعوبة .... واستيقظ ابنى بضرب الجزم .... اخذت العن واسب وانا ارى الولد غير قادر على الحركة فما بالك بقيامه بالتدريب من اساسه .....
ركبنا معا السيارة وسط الظلام الدامس وهدوء الشوارع المريب والذى قد يفاجئك فى كل دوران بان هناك من يترصدك ... بدات فى تلاوة ما تيسر من ايات منجيات ودعاء تركته لى زوجتى فى ورقة وكتبت عليه عنوان ...... دعاء الوصول للنادى .....!!! رفعت صوت القران فى السيارة لعله يكون لنا شفيعا اذا ما استوقفنا احد .....
و...أخيرا وصلنا للنادى ولدهشتى الشديدة وجدت اباء وامهات كثيرات هناك .... كلهم يحملون الحقائب والملابس والزعانف لاولادهم .... والذى يتصاعد البخار من ادمغتهم نتاج تلك البرودة الشديدة ..... اخذ الجميع يتعرف بعضهم ببعض ويستعرضون كيف وصلوا للنادى فى هذه الساعة رغم الاضطراب الامنى المعروف للجميع ..... فى هذا اليوم شاهدت كل انواع الاسلحة .... كل منهم قد اتى بما يحميه .... فرد خرطوش .... اسبراى ... صاعق .... مية نار ..... والغلبان فيهم شايل .... سيف !!!!
اخذت اتطلع للجميع واقرا فى عيون كل اب وام الحلم بان يصبح ابنهم بطلا مغوارا .... تحمل صفحات الجرائد صورته وهو يحمل كاسا .... او تتدلى من رقبته ميدالية ..... فالعن ابو الزعانف على اللى عملها
من بعيد شاهدتها وهى تجر ابنها كالمعزة جرا نحو حمام السباحة وبصوت كصوت صفارات الانذار اشاحت لى من بعيد وهى تقول .... اهلا .... اهلا
وعندما اقتربت منى نظرت لابنها الذى كان يبكى بكاء من حرم دخول الجنة .....قائلة
شوف يا حبيبى عمو ابنه جدع ازاى ..... مبيعيطش زيك .... بطل من يومه
نظر لى ابنى نظرة معناها .... والله لاقول لماما !!!
بدء التدريب فاحتل الجميع مقاعدهم حول الحمام وبالرغم انه كان التدريب الاول فى لعبة جديدة ...لم يعرفها او يمارسها الاولاد ولا ابائهم من قبل ..... الا ان عقيرة الجميع تعالت وهى تصرخ على الابناء .... يلا يا حازم .... شد جسمك يا محمود .... اضرب الزعانف فى الماية جامد يا علاء ... خد نفس طويل يا سيف ... فاخذت اسال نفسى .... وما جدوى هذا المدرب المسكين .... الذى اوقعه حظه الكوبيا وسط هؤلاء المجانين
لم يمض غير نصف ساعة فقط .... ووجدت ابنى بعدها يترك الحمام متجها الى .... ثم وجدته يميل على اذنى وهو يقول .....
- يلا يا بابا نمشى...... دى عالم هبلة
اجبته وانا اتراقص فرحا من داخلى ووجهى يتصنع الجدية
- طب والزعانف يا حبيبى !!!
- تبقى تخصمهم من مصروفى
- وتهدج صوتى وانا أقول ....... طب وماما ؟؟؟
فرد وهو يطبطب على كتفى ..... استحمل شوية يا بابا
ودى كانت اخر مرة ادخل فيها حمام السباحة .... واخر مرة اتكلم فيها كذلك .... عن زوجتى
ملحوظة هامة : هذه القصة خيالية وأى تشابه بينها وبين الواقع هو محض صدفة ...(حبيبتى يام العيال)
محمد شلتوت
...(يتبع)