يعتقد البعض اننا نعمل عملا بسيطا سهلا مليئا بالمرح والترحال من بلد لبلد والاقامة بالفنادق الفخمه وعمل الشوبنج ولا يشغلنا فى عملنا سوى الضحك و التهريج او ما شابه .......
الا ان المشكلة الرئيسية فى رايي ان الجميع يروننا ونحن فى اجمل شكل وافضل حال ولا يرون ابدا ما يحدث لنا اثناء الرحلات والازمات والمشاكل التى نتعرض لها ...... ربما اقلها عندما نلتقى براكب مشاكس ذو طبيعه خاصة يلزم التعامل معه الحرص لانه بين لحظة واخرى قد يتحول لقنبلة موقوتة قد لا نستطيع التحكم فيها فيسبب لنا وللركاب وللطائرة مشاكل لا حصر لها ........
بالنسبة لمعظمنا ومع خبرة الاعوام ومرور السنين اصبح من السهل قراءة هذا الراكب منذ لحظة دخوله من باب الطائرة ... ويصبح من الواجب ان نحدد وبسرعه طريقة التعامل معه ... هل هى باللين والهدوء ام انه لابد ان تتم معاملته بطريقة اخرى حتى لا تتطور الامور ......
فى وظيفتى رايت من الناس اشكال والوان ..... رايت الهاجع والناجع والنايم على صرصور ودنه ......
رايت العنصرى ورايت المضطهد وكذلك الشاذ ........ ورايت من يعتقد انه محور الكون ولابد ان يركع الجميع تحت قدميه ....... ورايت من يطالب بحقوق ليست له ويرى انه كلما رفع صوته اكثر .....زادت اهميته.......... !!!!
تغلبت معظم شركات الطيران على هذه المشكلة بالتدريب ….والتدريب وسيلة مهمة وفاعلة جدا فى تقسيم البشر والاستدلال على طرق التعامل مع كل نوع منهم الا انها للاسف لا تحصى ابدا جميع اصنافهم ولا تتوقع كل ردود افعالهم ...... فقد يتم تدريب مضيف مئات الساعات على التعامل مع انماط مختلفة من الناس ..... وفجاة يجد صنفا لم يذكر فى الكتب ونوع نادر لم يصادفه احد من قبل ........
من اليات التعامل المختلفة ضبط النفس ومحاولة التهدئة على قدر المستطاع وكذلك تغيير الوجوه المتعاملة مع هذا الراكب وتغيير مواقع عمل الطاقم حتى لا يشعر بالتحيز ضده او اضطهاده ......وغيرها من الاليات المعروفة لتفادى المشاكل المختلفة ...... ورغم هذا فهناك نوعية بشر مهما حاولت ارضائها فهى لا ترضى ابدا وتعمل دائما على اثارة المشاكل قدر المستطاع بل والتاثير على بقية الركاب لاتخاذ موقف مماثل !!!!!
طبعا ليس معنى هذا ان المضيفين ملائكة باجنحة نزلت من السماء بلا خطايا وان كل ما يفعلونه هو الصواب بل بالعكس كثير منا بسبب ارهاق الرحلات وتواليها ونقص الاعداد على الطائرات وكذلك رحلات الليل المرهقة يقعون فى اخطاء مهنية كثيرة ..... الا ان المشكلة بالفعل تكمن فى ان الوسط الذى نقوم فيه بالعمل محدود ومهما حاولنا ارضاء الراكب قد لا نستطيع تلبية كل رغباته .... لاننا ببساطة نطير فى السماء .....!!!!
كما ان قدراتنا المحدودة فى التعامل مع بعض الحالات الصعبة التى تواجهنا مثل حالات الاسعاف الطارئة وخصوصا اذا ما عاندنا الحظ بعدم وجود طبيب !!!! فيتهمنا البعض بالتقصير وعدم القيام بواجبنا ..... !!!!
الا اننى مع طول السفر وجدت ان معظم مشاكل الركاب تنحصر فى امرين .......
اولهما : اذا ما كانت هناك اسرة مسافرة معا – وخاصة اذا ما كان عددها كبيرا – تكون رغبتهم الدائمة اما بالجلوس مجتمعين او على مقربة من بعضهم البعض ..... وقد يتعذر ذلك اما لوصولهم للمطار متاخرين فتكون معظم الاماكن قد تم حجزها بواسطة ركاب اخرين ولا يتبق لهم الا الجلوس متفرقين على ما تبقى من كراسى خالية او لانه خطأ من القائم على الحجز لا ناقة لى ولا جمل فيه ...... الا ان الراكب لا يرى احد امامه الا انا ....!!!!. وبالطبع لابد لى من حل هذه المشكلة والتى تتحول فى احيان كثيرة لمعضلة لان كثير من الركاب للاسف لا يرغبون فى تغيير مقاعدهم والتى اختاروها سلفا !!!!!
المشكلة الثانية هى مشكلة الاصرار على اختيار نوع معين من الاكل غير متواجد او انه قد نفذ من على الطائرة ويصعب علينا توفيره – وبرغم ان الراكب لم يقم مسبقا بحجز هذا النوع من الطعام – الا انه يصر اصرارا غريبا عليه ولا يرضى به بديلا ....... وقد ذكرنى هذا بمشكلة كبيرة حدثت لاحد الزملاء المتجهين الى لندن وكان لها اصداء واسعه داخل وسط الضيافة مما جعلنى اكتب يومها فى جريدة الضيافة الجوية هذه الفقرة والتى ارجو ان تنال اعجابكم .........
مشاكل الضيافة سنة 2100
( وقعت هذه الحادثة على احد الطائرات المتجهة الى لندن ...... فى احد ايام صيف 2100 )
- الراكب: انا عايز لحمة ؟؟
- المضيف : يافندم للاسف اللحمة خلصت !!! لكن فيه فراخ
- الراكب : لأ معلهش .....مش هتأكلنى على مزاجك ....انا باكل لحمة
- المضيف : يافندم ده اللى متوافر حاليا ....وفعلا ما فيش الا فراخ
- الراكب : والله دى مشكلتك .....انا عايز لحمة ...اتصرف
يرجع المضيف الى مؤخرة الطائرة ويرتدى البارشوت بسرعة ويفتح الباب ويقفز موجها نفسه لاقرب جزار صارخا... بسرعه يا حاج كيلو لحمة مشفى الله يكرمك .....
اثناء تشفية الجزار للحمة يقوم المضيف بسرعة بتحويل البارشوت لصاروخ وياخذ اللحمه فى كيس اسود منطلقا للحاق بالطائرة .....
يقطع المضيف اللحمة ويضعها فى الميكروييف فتنضج فى ثوانى ويقوم بسرعة بوضعها فى الطبق وتقديمها للراكب الذى يسال فى برود : ......اللحمة دى نوعها ايه؟؟
- المضيف : دى لحمة كندوز يا فندم
- الراكب : لا معلهش ..... انا باكل بتلو
فيصدر المضيف صوتا لا استطيع كتابته ........
محمد شلتوت
الأربعاء، 28 ديسمبر 2011
الأحد، 18 ديسمبر 2011
اعتذار .......
اعلم اننى قد تاخرت كثيرا فى نشر موضوعات جديدة قد تهم المتابعون لهذه المدونة المتواضعه ........ لكن يعلم الله انى اعانى الامرين لكتابة الجديد الذى قد يشغل جانبا من اهتمامكم فيحرضكم على قراءته وهذا يتطلب مزاجا صافيا وفكر خالى من الهموم ....... وقد همنى فى الفترة الاخيرة امرين ........
اولهما : حال البلاد ..... يارب يا من تجيب دعوة المضطر اذا دعاك وتكشف السوء ان تحمى بلادنا وترحم ضعفنا وان تولى علينا من يصلح وان تجعل مصر والمصريين فى خير حال ( اعلم انها فترة انتقالية ..... ومهما حدث فلست بخائف ..... ولكن كم دعوت الله كل مساء ان اغمض عينى وافتحها فأرانا وقد انتهينا من هذا الالم اليومى وبدأنا طريق البناء )
ثانيهما : حال الدراسة ...... ففى هذه الفترة العصيبة اقوم بوضع اللمسات الاخيرة على دراسة الماجستير الخاصة بى والتى ارهقتنى وارهقتها واتمنى ان انهيها على خير باذن الله ......
واخر ما اختم به هو ان اقص لكم ما حدث لى فى بيت الله الحرام والذى تشرفت بزيارته الشهر الماضى اثناء نقلنا لحجاج غينيا كوناكرى والتى سوف اقصها لكم بالتفصيل - ان كان فى العمر بقية .......
انتهينا من صلاة العشاء فاذا بمصرى يرفع يديه عاليا وهو يدعو والدموع تملأ عينيه وصوته يصرخ عاليا فى تضرع ......
- يارب يحميكى يامه ...... يارب يحفظك يامه ...... يارب خليك جنبها ...... وحياة حبيبك النبى ما تسيبها يارب
تجمع الناس حوله يهدئونه ويدعون لوالدته ويحاولون تقديم اى مساعدة له .......
رد عليهم الرجل وهو ينتحب .... انتم فاكرين انا بادعى لمين ؟؟!! .... انا بادعى لمصر يا اخوانا
محمد شلتوت
اولهما : حال البلاد ..... يارب يا من تجيب دعوة المضطر اذا دعاك وتكشف السوء ان تحمى بلادنا وترحم ضعفنا وان تولى علينا من يصلح وان تجعل مصر والمصريين فى خير حال ( اعلم انها فترة انتقالية ..... ومهما حدث فلست بخائف ..... ولكن كم دعوت الله كل مساء ان اغمض عينى وافتحها فأرانا وقد انتهينا من هذا الالم اليومى وبدأنا طريق البناء )
ثانيهما : حال الدراسة ...... ففى هذه الفترة العصيبة اقوم بوضع اللمسات الاخيرة على دراسة الماجستير الخاصة بى والتى ارهقتنى وارهقتها واتمنى ان انهيها على خير باذن الله ......
واخر ما اختم به هو ان اقص لكم ما حدث لى فى بيت الله الحرام والذى تشرفت بزيارته الشهر الماضى اثناء نقلنا لحجاج غينيا كوناكرى والتى سوف اقصها لكم بالتفصيل - ان كان فى العمر بقية .......
انتهينا من صلاة العشاء فاذا بمصرى يرفع يديه عاليا وهو يدعو والدموع تملأ عينيه وصوته يصرخ عاليا فى تضرع ......
- يارب يحميكى يامه ...... يارب يحفظك يامه ...... يارب خليك جنبها ...... وحياة حبيبك النبى ما تسيبها يارب
تجمع الناس حوله يهدئونه ويدعون لوالدته ويحاولون تقديم اى مساعدة له .......
رد عليهم الرجل وهو ينتحب .... انتم فاكرين انا بادعى لمين ؟؟!! .... انا بادعى لمصر يا اخوانا
محمد شلتوت
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)