كانت مدارسنا صغيرة بسيطة .... ولكنها كانت تعلم ..... وكان ابائنا فقراء طيبون ولكنهم كانوا يستطيعون التربية بالفعل .
لن اقول لكم مثلما كان يقول ابى ....( كنا نشوف المدرس جاى من اول الشارع .... نحود يمين او شمال ) ... لن اقول هذا ولكننا كنا نحترمهم ونوقرهم .... نهابهم ولا نخاف منهم ..... ترتعش اصواتنا عند الكلام معهم لكننا فى نهاية العام نرتمى فى احضانهم فرحا بما حققناه من نجاح ... ( هذا حتى نهاية المرحلة الاعدادية ..... اما الثانوية فارجوك راجع بوست .... قصتى مع شكرى ... والتى تروى جانب هام مما حدث لى بالمرحلة الثانوية )।
كان من اهم من علمونى بالمرحلة الابتدائية سيدة فاضلة تسمى ابلة زينب حسين ( اللهم ارحم من علمنى ) وكانت تدرس لنا وكأنها تدرس لابنائها .... يشتاط غضبها اذا ما اخطأ احدنا فى درس انتهت من شرحه للتو... وتطير فرحا بنا عندما تسمع اجاباتنا الصحيحة على سؤال طرحته وكان البونبون فى حقيبتها كبئر بترول لا ينتهى تعطى منه الشطار اولا ثم من اخفق لتحثه على التركيز وتمنيه بالكثير منه اذا اجاب صوابا فى المرة القادمة....
كان فصل ابلة زينب كالمسجد لا همس فيه ولا ضحك – ترمى فيه الابرة ترن- نتحرك فيه على اطراف اصابعنا كراقصى الباليه كما كانت نظرة واحدة منها تكفى لردع من تسول له نفسه الخروج عن النظام
لم تكن ابلة زينب تعمل وحدها وانما كانت هناك منازل تربى تماما كما كانت ابلة زينب تعلم
تعلمنا فى بيوتنا احترام الكبير وخفض الصوت وغض البصر تعلمنا ان كل بنات الحته اخواتنا وان سيداتها امهاتنا وكل الرجال ابائنا واخواتنا الكبار ...... كنا نسابق بعضنا لنحمل كيسا او حقيبة من يد ام صديق لنا او جار .....كنا نخفض اصواتنا فى سهرات الصيف الممتدة بالشارع اذا ما اشتكى جار او نصالحه بحاجة ساقعه فى الصباح لاننا احسسنا _ ولو احساس_ باننا اقلقنا منامه ..... صدقونى هذه ليست حكايات الزمن الجميل انها حقائق عشتها بكل تفاصيلها ولازالت تعيش معى ....
لن اقول لكم مثلما كان يقول ابى ....( كنا نشوف المدرس جاى من اول الشارع .... نحود يمين او شمال ) ... لن اقول هذا ولكننا كنا نحترمهم ونوقرهم .... نهابهم ولا نخاف منهم ..... ترتعش اصواتنا عند الكلام معهم لكننا فى نهاية العام نرتمى فى احضانهم فرحا بما حققناه من نجاح ... ( هذا حتى نهاية المرحلة الاعدادية ..... اما الثانوية فارجوك راجع بوست .... قصتى مع شكرى ... والتى تروى جانب هام مما حدث لى بالمرحلة الثانوية )।
كان من اهم من علمونى بالمرحلة الابتدائية سيدة فاضلة تسمى ابلة زينب حسين ( اللهم ارحم من علمنى ) وكانت تدرس لنا وكأنها تدرس لابنائها .... يشتاط غضبها اذا ما اخطأ احدنا فى درس انتهت من شرحه للتو... وتطير فرحا بنا عندما تسمع اجاباتنا الصحيحة على سؤال طرحته وكان البونبون فى حقيبتها كبئر بترول لا ينتهى تعطى منه الشطار اولا ثم من اخفق لتحثه على التركيز وتمنيه بالكثير منه اذا اجاب صوابا فى المرة القادمة....
كان فصل ابلة زينب كالمسجد لا همس فيه ولا ضحك – ترمى فيه الابرة ترن- نتحرك فيه على اطراف اصابعنا كراقصى الباليه كما كانت نظرة واحدة منها تكفى لردع من تسول له نفسه الخروج عن النظام
لم تكن ابلة زينب تعمل وحدها وانما كانت هناك منازل تربى تماما كما كانت ابلة زينب تعلم
تعلمنا فى بيوتنا احترام الكبير وخفض الصوت وغض البصر تعلمنا ان كل بنات الحته اخواتنا وان سيداتها امهاتنا وكل الرجال ابائنا واخواتنا الكبار ...... كنا نسابق بعضنا لنحمل كيسا او حقيبة من يد ام صديق لنا او جار .....كنا نخفض اصواتنا فى سهرات الصيف الممتدة بالشارع اذا ما اشتكى جار او نصالحه بحاجة ساقعه فى الصباح لاننا احسسنا _ ولو احساس_ باننا اقلقنا منامه ..... صدقونى هذه ليست حكايات الزمن الجميل انها حقائق عشتها بكل تفاصيلها ولازالت تعيش معى ....
لماذا تذكرت كل هذا الان ؟؟؟ ولماذا هاجت فى نفسى الذكريات ؟؟؟ ربما لانى احن لهذه الايام !!! ربما ...او ربما لاننى تذكرتها نتيجة ما حدث معى منذ ايام ......
طائرة باريس تستعد للاقلاع من مطار شارل ديجول وهى ممتلئة عن اخرها وفى مقدمة الطائرة يجلس مجموعة من الطلبة اولاد وبنات مصريون فى تلك المرحلة السنية الغلسه _ المرحلة الاعداديه _ يتكلمون الفرنسية بطلاقة ونصفهم يحمل الباسبور الفرنسى ويتعاملون مع بعضهم البعض بصوت عال وخشونه غريبه لا افهم لها معنى .....
كان البهوات ابناء البشوات فى فرنسا يحضرون معسكرا صيفيا من تلك المعسكرات التى تقيمها العديد من المدارس الدوليه الموجودة بمصر خارجها ..... ما علينا واحنا مالنا خلينا فى حالنا......وما ان بدات الطائرة فى التحرك حتى رفع احدهم جاعورته وقال بفرنسية مشمومة ( السلام الوطنى لمصر ) .
وفوجئنا بجميع من حوله ينشد السلام الوطنى المصرى ....بلادى بلادى ... مترجما باللغة الفرنسية .... وعلى انغام موسيقى تشبه نشيد المارسليز الشهير ( السلام الوطنى الفرنسى ) ......
لا اعلم لماذا احسست بالقرف .... هل لانى احمل شعورا ضدهم بانهم لايعيشون فى مصر التى نعيشها ويتبرأون من سلامنا الوطنى ولغتنا العربية ام لانهم يمثلون ابناء طبقة الاغنياء الجدد الذين امتلئت بهم حياتنا ..... لا اعلم ؟!!ولكن الذى علمته فعلا بعد ذلك ان احساسى كان بمحله تماما......!!!
ما ان استوت الطائرة فى السماء وبدانا عملنا حتى سمعنا هرجا ومرجا وهؤلاء الصبية والصبايا قد قلبوا كابينة الطائرة راسا على عقب ...... انهم يلعبون !!! لقد بدءوا هزارهم السمج .... اخذ كل واحد منهم يرمى زميله بالمخده .... يا حلاوة .... لا احساس ولا استماع لنصيحة احد !!!! اقعد يا بابا عيب كده ...... يابنى ما يصحش فيه ناس غيركم فى الطيارة ..... يا حبيبى ما تخليناش نتنرفز عليكم !!!! كان قائل الجملة الاخيرة عجوز سبعينى العمر قالها بعد ان لبس مخده فى دماغه اثناء نومه !!!
وكان رد احدهم غريبا عجيبا ...... تتنرفز على مين يا عم الحج؟؟؟؟ .... اتكلم على قدك!!! .... قالها بمصرية خالصة اتية من تلك الشوارع الخلفية لقسم العمرانية
كان صوت الولد جعوريا مدويا لدرجة انى احسست ان الطائرة كلها قد صمتت لتسمع رد الرجل ....
فوجئ الرجل بالكلام المهين فتهدج صوته ورد وهو يحاول التحكم فى يده التى ترتعش ..... انتوا عيال مش متربيه ....انتوا مالقتوش حد يربيكم .... انتم مين المسئول عنكم ؟؟؟ فين الاستاذ اللى معاه العيال دى ؟؟؟
اخذ يصرخ فى الكابينه عدة مرات .... الى ان توجه اليه شاب طويل الشعر بيمضغ لبانه وهو يقول .... ايوه حضرتك ... فيه حاجة ؟؟؟ انا مسيو تامر المسئول عن الاولاد .....
رد الرجل غاضبا : فيه حاجة ؟؟؟؟ هوه انت كنت نايم ؟؟؟؟ ما شفتش اللى حصل ؟؟؟ انتم مدرسة ايه ؟؟؟ العيال دى يا استاذ ما شافتش تربية !!!
رد مسيو تامر غاضبا ( وعليك ان تتخيل غضبه ) :لا من فضلك ..... احنا احسن مدرسة فرنساوى دولى فى مصر .... والاولاد دول ولاد اكبر واغنى ناس فى البلد ....
اشتاط الرجل وهو يسمع كلام مسيو تامر والذى كانت تكفى كلمة اعتذار بسيطة منه لانهاء الموضوع كله ..... فرد عليه..... بالمناسبة بقى الحكاية مش حكاية فلوس .... دى تربية والعيال دى كلها ماتعرفش الادب لان لو فيهم واحد متربى ما كانش رد على واحد فى سن جده كده ....بس اقول ايه ؟؟؟ لا فيه اب ولا أم يربوا والاستاذ بتاعهم بلبانه .... الله يلعن ابو دى مدارس دولية يا شيخ .....
انسحب تامر فى هدوء بعد ان قابل سيلا عارما من غضب الرجل فآثر السلامة وبعد ان سمع العيال كلام الرجل عرفوا انهم على اعتاب معركة ضخمه لن يكون باقى الركاب معهم فيها فآ ثروا الهدوء واكتفوا بتلقيح الكلام على الرجل الذى ابدل مقعده مع احد الشباب الذى يبدوا عليه انه من ابطال كمال الاجسام والذى استهل جلسته على مقعده بصوت عال قائلا ....... انا لما باتنرفز ...... ايدى بتسبق لسانى !!!! فصمت الجميع حتى نهاية الرحلة ..........
كان البهوات ابناء البشوات فى فرنسا يحضرون معسكرا صيفيا من تلك المعسكرات التى تقيمها العديد من المدارس الدوليه الموجودة بمصر خارجها ..... ما علينا واحنا مالنا خلينا فى حالنا......وما ان بدات الطائرة فى التحرك حتى رفع احدهم جاعورته وقال بفرنسية مشمومة ( السلام الوطنى لمصر ) .
وفوجئنا بجميع من حوله ينشد السلام الوطنى المصرى ....بلادى بلادى ... مترجما باللغة الفرنسية .... وعلى انغام موسيقى تشبه نشيد المارسليز الشهير ( السلام الوطنى الفرنسى ) ......
لا اعلم لماذا احسست بالقرف .... هل لانى احمل شعورا ضدهم بانهم لايعيشون فى مصر التى نعيشها ويتبرأون من سلامنا الوطنى ولغتنا العربية ام لانهم يمثلون ابناء طبقة الاغنياء الجدد الذين امتلئت بهم حياتنا ..... لا اعلم ؟!!ولكن الذى علمته فعلا بعد ذلك ان احساسى كان بمحله تماما......!!!
ما ان استوت الطائرة فى السماء وبدانا عملنا حتى سمعنا هرجا ومرجا وهؤلاء الصبية والصبايا قد قلبوا كابينة الطائرة راسا على عقب ...... انهم يلعبون !!! لقد بدءوا هزارهم السمج .... اخذ كل واحد منهم يرمى زميله بالمخده .... يا حلاوة .... لا احساس ولا استماع لنصيحة احد !!!! اقعد يا بابا عيب كده ...... يابنى ما يصحش فيه ناس غيركم فى الطيارة ..... يا حبيبى ما تخليناش نتنرفز عليكم !!!! كان قائل الجملة الاخيرة عجوز سبعينى العمر قالها بعد ان لبس مخده فى دماغه اثناء نومه !!!
وكان رد احدهم غريبا عجيبا ...... تتنرفز على مين يا عم الحج؟؟؟؟ .... اتكلم على قدك!!! .... قالها بمصرية خالصة اتية من تلك الشوارع الخلفية لقسم العمرانية
كان صوت الولد جعوريا مدويا لدرجة انى احسست ان الطائرة كلها قد صمتت لتسمع رد الرجل ....
فوجئ الرجل بالكلام المهين فتهدج صوته ورد وهو يحاول التحكم فى يده التى ترتعش ..... انتوا عيال مش متربيه ....انتوا مالقتوش حد يربيكم .... انتم مين المسئول عنكم ؟؟؟ فين الاستاذ اللى معاه العيال دى ؟؟؟
اخذ يصرخ فى الكابينه عدة مرات .... الى ان توجه اليه شاب طويل الشعر بيمضغ لبانه وهو يقول .... ايوه حضرتك ... فيه حاجة ؟؟؟ انا مسيو تامر المسئول عن الاولاد .....
رد الرجل غاضبا : فيه حاجة ؟؟؟؟ هوه انت كنت نايم ؟؟؟؟ ما شفتش اللى حصل ؟؟؟ انتم مدرسة ايه ؟؟؟ العيال دى يا استاذ ما شافتش تربية !!!
رد مسيو تامر غاضبا ( وعليك ان تتخيل غضبه ) :لا من فضلك ..... احنا احسن مدرسة فرنساوى دولى فى مصر .... والاولاد دول ولاد اكبر واغنى ناس فى البلد ....
اشتاط الرجل وهو يسمع كلام مسيو تامر والذى كانت تكفى كلمة اعتذار بسيطة منه لانهاء الموضوع كله ..... فرد عليه..... بالمناسبة بقى الحكاية مش حكاية فلوس .... دى تربية والعيال دى كلها ماتعرفش الادب لان لو فيهم واحد متربى ما كانش رد على واحد فى سن جده كده ....بس اقول ايه ؟؟؟ لا فيه اب ولا أم يربوا والاستاذ بتاعهم بلبانه .... الله يلعن ابو دى مدارس دولية يا شيخ .....
انسحب تامر فى هدوء بعد ان قابل سيلا عارما من غضب الرجل فآثر السلامة وبعد ان سمع العيال كلام الرجل عرفوا انهم على اعتاب معركة ضخمه لن يكون باقى الركاب معهم فيها فآ ثروا الهدوء واكتفوا بتلقيح الكلام على الرجل الذى ابدل مقعده مع احد الشباب الذى يبدوا عليه انه من ابطال كمال الاجسام والذى استهل جلسته على مقعده بصوت عال قائلا ....... انا لما باتنرفز ...... ايدى بتسبق لسانى !!!! فصمت الجميع حتى نهاية الرحلة ..........
محمد شلتوت